مقدمة الطبعة الثانية
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم، على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فهذه الرسالة -كما أشرت في مقدمة طبعتها الأولى- رسالة جامعية موجزة للحصول على درجة الليسانس في الشريعة، ألفتها في عام 1963م، وقد تقدم بي العمر الآن -والحمد لله تعالى- وحصلت على العديد من الشهادات العلمية العليا حتى الدكتوراه، ثم قمت بالتدريس في جامعة دمشق، وجامعة حلب، وعدد من الجامعات العربية، سنين عديدة، وكتبت العديد من الكتب الجامعية وغيرها بفضل الله تعالى ومنته، وقد رغب إلي عدد من الإخوة الأساتذة، والعديد من الطلاب والأصحاب الذين جمعني العلم معهم في الجامعات وغيرها من دور العلم الشرعي، أن أعرفهم بحياة جدي ووالدي رحمهما الله تعالى، وما تركاه من آثار عليمة في مدينة حلب الشهباء، فتذكرت رسالتي الأولى التي أعددتها في يومها ولم يتم انتشارها إلا على مستوى الجامعة فقط، فرأيت أن أعود إليها، وأعيد طباعتها، بعد إدخال بعض الإضافات عليها، من المعلومات التي حصلت عليها في حياتي العلمية، عن والدي وجدي، مع العناية أيضا بحياة فضيلة الشيخ بشير الغزي شيخ جدي رحمه الله تعالى.
وها أنا ذا أعيد طبع الرسالة المذكورة، بعد إضافة ما يسر الله تعالى من معلومات جديدة عليها، مع الحديث عن حياة والدي – رحمه الله تعالى - بشكل موجز، يحفظ حياته وجهده للأجيال القادمة، من باب توثيق الواقع وحفظ الأمانة، ولم أنس في النهاية أن أذكر ملخصا عن سيرتي الذاتية بالأرقام، لأحفظ ما يحتاج إليه من معرفتي الأصدقاء والطلاب.
وقد يسر الله تعالى لي بعض الصور عن شخصية المعرَّف بهم، ومنازلهم، وأمكنة دراستهم وتدريسهم، وقد أعانني على الحصول عليها ابن أخي السيد مرهف الكردي، الذي يتمم دراسته في كلية الآثار في جامعة حلب، وسوف أقدمها بين صفحات هذه الرسالة، لمزيد من التعريف.
والله تعالى من وراء القصد، وهو الموفق لكل خير.
26/شعبان/1428هـ و 8/9/2007م
أ.د.أحمد الحجي الكردي