وفاته:
توفي - رحمه الله تعالى- في ضحوة اليوم الرابع من شباط (فبراير) من عام/1967/م في حادث سيارة بين مدينة حلب ومدينة الرقة، حيث استُدعي لأداء شهادة أمام محكمة في مدينة الرقة لنصرة جماعة من الفلاحين اعتدى عليهم أحد المتنفذين، فطلبوا شهادته في أمر شاهده هو بنفسه، فقبلت المحكمة طلبهم، واستدعته لأداء الشهادة، وكان اليوم شديد البرودة وكثير الثلوج، فانزلقت السيارة التي كان يستقلها وانقلبت، فتوفي هو ومن بجانبه، بعد أن نقل إلى المستشفى، فعد لذلك رسميا شهيدا، لوفاته بحادث أثناء قيامه بواجب كلف به رسميا، وقد كنت أنا يومها في القاهرة أتابع التحضير للدكتوراه فيها، فاستدعيت فحضرت، ولكن بعد ما تم تشييعه ودفنه.
وقد دفن - رحمه الله تعالى - في مقبرة (كرز داده) في حي قاضي عسكر في مدينة حلب، إلى جانب قبر والده الشيخ أحمد الكردي، وقد شارك في تشييعه عامة علماء حلب وطلاب العلم فيها وكثير من أهالي حلب من أقاربه ومحبيه، وعامة أهالي قريتي تلعرن وتل حاصل، وقد ناهز عدد مشيعيه خمسة آلاف مشيع، وقد ألقى العديد من الأصدقاء على قبره كلمات ذكروا فيها علمه وأخلاقه وتدينه وشهامته ومكارم صفاته، وقد نظم أحد أصدقائه وهو الشيخ عبد الغفور السرميني بعض أبيات من الشعر ضمنها تاريخ وفاته، وطلب كتابتها على قبره، فكتب منها على شاهدة القبر:
هنا ثوت الأخلاق والدين والندى |
وبات سليل العلم فردا موسَّدا |
فيا حسرة الدنيا به ومصابهــا |
فأظلم جو الأرض فيه وأربدا |
فيا دمعي الهطال فلتبك ماجـدا |
ويا قلبي الخفاق فلترث سيدا |
وقال جريح القلب أرخ بذلـَّـة |
بمحمد يارب إرحم محمــدا |
وكتب منها على جانبي القبر الأبيات التالية:
فجع العلم فيا عين اسكبي |
دمعك الغالي ويا شمس اغربي |
وهوى عرش على أركانه |
بعد أن كان مثار العجـــب |
أسُّه الدين تقيا صافيــا |
وأعاليه لبـــــاب الأدب |
من كريم لكريم أصلــه |
وكذا أصل هداة العــــرب |
فرحمه الله تعالى رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته، وجزاه عنا جميعا أسرته وأصحابه خير الجزاء، إنه سميع مجيب.