وفاتــــه
تشييعه وما قيل في رثائه:
لقد كانت وفاته –رحمه الله تعالى - ليلة الثلاثاء التاسع عشر من رجب الفرد عام 1339 هجرية، حيث سوي جثمانه الكريم في مقره الأخير غداة ليلة وفاته، وشيع نعشه بكل احترام واحتشام، ومشى في جنازته حاكم دولة حلب إذ ذاك، وجميع عظماء الحكومة، وكبار ضباط الدولة، ووكيل القائد الأعظم في حلب، وسائر العلماء والطلبة والأعيان والوجهاء وتلامذة المكاتب، وجمع غفير من الناس، حيث غصت الطرق والشوارع من ازدحام المشيعين الذين يربوا عددهم على عشرة آلاف إنسان، وبعد مواراته في ضريحه ألقى العلماء والوجهاء الخطب المطولة في بيان محاسنه وعلمه ونبوغه وأثاره وفرط الأسف عليه، ثم ورد في تأبينه من حلب وملحقاتها، واستنبول ومصر وتونس وغيرها، من الرسائل ما لو جمع لبلغ مجلداً، ولكنني مع الأسف الشديد لم أقع على شيء منها، ولعلي في المستقبل القريب استطيع الوقوف على شيء من ذلك فأتبعه رسالتي هذه، هذا كله عدا ما ورد في صحف الأخبار التركية والعربية من المقالات المسهبة في نعيه وتأبينه والثناء عليه...
وفي ذلك اليوم غربت عن سماء حلب الشهباء شمس هداية وعلم، طالما أشعت النور والمعرفة، وأنارت للسالكين طريق الخير والرشاد ردحاً من الزمن، كان زاخراُ بالمآثر مليئاً بالفضائل والمفاخر، والشهباء لا زالت ولم تنس ما خلفه فيها من علم وفضل ستبقى آثاره في جبين الدهر، حيث سجل في صفحات التاريخ بمداد من الذهب.