حياته الخَلقية والخُلقية
ولادته ونسبه ونشأته الأولى:
هو جدي لأبي، أحمد بن محمد عسَّاف الكردي، ولد عام /1299/ هـ, في تل عرن ـ قرية تقع شرقي مدينة حلب على بعد عشرين كيلو مترا منها- وسكانها جميعهم من الأكراد الدنَّاديين، يرجعون في نسبهم إلى أكراد تركيا على الأغلب، حيث لهم عدد كبير من الأقرباء هناك، وانحدر من عائلة اشتُهرت في القرية بالتقوى والصلاح والبعد عن السفاسف والدناءات والتعديات, ولم يكن له سوى أخ واحد أصغر منه هو عبد الله، وأربع أخوات، وكان أبوه ـ رحمه الله تعالى ـ من الصالحين الأتقياء المعروفين بالتقوى والعبادة, عمَّر ما يزيد على المئة عام، وهو ينعم بالصحة الجيدة والنظر الثاقب.
تلقى جدي – رحمه الله تعالى - القرآن الكريم ومبادئ الخط والحساب عند شيخ القرية, وسرعان ما أدرك الشيخ ذكائه وحرصه على الفائدة والعلم, فقد تعلم قراءة القرآن ومبادئ الخط والحساب في أقل من أربعة أشهر، مما حدا بالشيخ أن يشير على والده أن يرسله إلى حلب ليتابع فيها طلب العلم, ولكن ظروفاً معينة حالت بينه وبين إرساله إلى حلب في حينه, فقد كان يساعد والده في أعمال الزراعة وتربية المواشي, إلى أن بلغ الثامنة عشرة من عمره، وعندها ظهر بشكل واضح تطلعه إلى العلم وحنوه إلى المطالعة والدرس, فاستجاب والده إلى ذلك، وأرسله إلى حلب، فانتسب إلى المدرسة الرضائية (العثمانية) ومنذ ذلك اليوم بدأ ـ رحمه الله تعالى ـ صفحة جديدة من حياته، فانتقل من حياة العمل إلى حياة العلم.