المناصب والوظائف العلمية التي شغلها في حياته:
بقي - رحمه الله تعالى - منذ انتسابه إلى المدرسة الرضائية (العثمانية) متفرغا للدراسة وطلب العلم تفرغا كاملا، على يد والده وكثير من العلماء الآخرين - كما تقدم - وكان يساعد والده في كتابة الفتوى وتسجيلها في سجلات رسمية في كثير من الأحوال، وفي عام /1951/م - حيث عين والده رحمه الله تعالى مفتيا بعد أن كان أمينا للفتوى - عرض عليه والده أن يقترح تعيينه أمينا للفتوى مكانه، فاعتذر له عن قبول هذا المنصب، قائلا: أنا دون هذا المستوى يا والدي، فأجابه: ولكنني أعلم أنك أفضل من يشغله الآن، فأصر على اعتذاره، وطلب منه اختيار غيره له، فاختار الشيخ أحمد الكردي لأمانة الفتوى طالبه الشيخ عبد الوهاب سكر، ولكن شروطا قانونية حالت يومها دون تنفيذ هذا الاقتراح، فاقترح تعيين طالبه الآخر الشيخ عمر مكناس، وتم تعيينه أمينا للفتوى، وبقي في ذلك المنصب حتى وفاته، ثم عرض الشيخ أحمد الكردي على ابنه الشيخ محمد المهدي بعد ذلك أن يقترح تعيينه كاتبا للفتوى، فوافق على ذلك، وتم تعيينه منشئا للفتوى، ومن يومها كان ينشئ الفتوى ويكتبها ويسجلها في السجلات الرسمية لوالده بخطه، ثم للمفتين بعده حتى وفاته.
وقبل ذلك في عام /1945/م شغر مكان مدرس الفقه الحنفي في المدرسة الإسماعيلية في حلب، وأُعلن عن مسابقة للتعيين في هذه الوظيفة، فتقدم والدي الشيخ محمد المهدي الكردي لهذه المسابقة، فنجح وعين مدرسا لهذه المدرسة، وبقي في هذه الوظيفة يدرس الفقه الحنفي والنحو والصرف حتى وفاته - رحمه الله تعالى -.
وكان - رحمه الله تعالى - إلى جانب عنايته العلمية يشرف على أراضي والده الزراعية في قريتي تلعرن وتلحاصل، فقد كان لوالده الشيخ أحمد الكردي أراض زراعية في قرية تلعرن مسقط رأسه، وقرية تلحاصل المجاورة لها، وكان فيهما كروم عنب وأراضي لزراعة الخضروات، وكان يشرف هو على هذه الأراضي ويديرها، وكان ماهرا في ذلك.