الدرهم
التعريف :
الدرهم في اللغة اسم للمضروب من الفضة، وهو معرَّب وزنه فِعلل بكسر الفاء وفتح اللام في اللغة المشهورة، وقد تكسر هاؤه حملا على الأوزان الغالبة، وهو ستة دوانق، ونصف دينار وخمسه، وهو أنواع مختلفة الوزن؛ منها الطبرية كل درهم منها أربعة دوانق، ومنها العبدية أو البغلية وزنه ثمانية دوانق، ومنه الدرهم الإسلامي وهو الوسط بين السابقين ووزنه ستة دوانق، حيث جمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه الدرهم البغلي مع الدرهم الطبري ثم قسمهما إلى درهمين، ومشى عليه المسلمون بعد ذلك[1] .
قال الفيروزآبادي: (والدرهم ستة دوانق، والدانق قيراطان، والقيراط طسُّوجان، والطسوج حبتان، والحبة سُدُس ثُمُن درهم)[2] .
وجاء في المعجم الوسيط: (الدرهم جزء من اثني عشر جزءا من الأوقية، وقطعة من فضة مضروبة للمعاملة، وجمعه دراهم )[3] .
وفي اصطلاح الفقهاء: يطلق على قدر معين من الوزن، وعلى عملة فضية مضروبة على وزنه، وهو أنواع مختلفة باختلاف وزنها، وقد اختلف الفقهاء في وزن الدرهم الشرعي على قولين:
فذهب الجمهور إلى أن وزنه وزن خمسين حبة وخُمُسا حبة، قال الدسوقي: ( كل درهم منها خمسون وخمسا حبة من مطلق _ أي متوسط _ الشعير)[4]،
وقال عميرة: (والدرهم ستة دوانق، وهو نصف مجموع الدرهم الطبري الذي هو أربعة دوانق والبغلي الذي هو ثمانية دوانق، لأنهم جمعوهما ثم قسموهما نصفين)، ثم قال: (ويجب أن يُعتقد أن الدرهم كان كذلك أي ستة دوانق في زمنه صلى الله عليه وسلم وزمن خلفائه، فالجمع والقسمة سابقان على ذلك، لكن ذكر الرافعي أن الجمع والقسمة كانا في زمن عمر أو زمن بني أمية، وعليه يجاب بأن الإجماع انعقد على ما قاله الفقهاء، فلعل النصاب كان مئة من كل من الدرهمين، أو أنهم علموا ذلك من فحوى كلامه صلى الله عليه وسلم ، فتأمل)، ثم قال: (والدانق ثمان حبات وخُمُسا حبة، والدرهم ستة أمثاله وهو خمسون حبة وخُمُسا حبة بحب الشعير، كما يأتي، وقال بعضهم: درهم الإسلام المشهور الآن ستة عشر قيراطا وأربعة أخماس من قيراط بقراريط الوقت)[5] .
وقال ابن قدامة: (كانت الدراهم في صدر الإسلام صنفين؛ سوداء وطبرية، وكانت السود ثمانية دوانق والطبرية أربعة دوانق، فجُمعا في الإسلام وجُعلا درهمين متساويين في كل درهم ستة دوانق، فعل ذلك بنو أمية، فاجتمعت فيها ثلاثة أوجه: أحدهما: أن كل عشرة وزن سبعة، والثاني: أنه عدل بين الصغير والكبير، والثالث: أنه موافق لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودرهمه الذي قدر به المقادير الشرعية .... )[6] .
وذهب الحنفية إلى أن الدرهم الشرعي سبعون حبة وليس خمسين وخُمُسا حبة كما ذهب إليه الجمهور، قال ابن عابدين: (والدرهم أربعة عشر قيراطا، فتكون المئتان ألفي قيراط وثمانمائة قيراط، واعلم أن هذا هو الدرهم الشرعي)، ثم قال: (والدرهم المتعارف ستة عشر قيراطا، وزنة الريال الإفرنجي بالدراهم المتعارفة تسعة دراهم وقيراط، وبالدراهم الشرعية عشرة دراهم وخمسة قراريط ...، ومقتضاه أن الدرهم المتعارف أكبر من الدرهم الشرعي، وبه صرح الإمام السروجي في الغاية بقوله: درهم مصر أربع وستون حبة وهو أكبر من درهم الزكاة، فالنصاب ....، لكن نظر فيه صاحب الفتح بأنه أصغر لا أكبر، لأن درهم الزكاة سبعون شعيرة، ودرهم مصر لايزيد عن أربعة وستين شعيرة، لأن ربعه مقدر بأربعة خرانيب، والخرنوبة أربع قمحات وسط اهـ . قلت: والظاهر أن كلام السروجي مبني على تقدير القيراط بأربع حبات كما هو معروف الآن، فإذا كان الدرهم الشرعي أربعة عشر قيراطا يكون ستة وخمسين حبة، فيكون الدرهم العرفي أكبر منه، لكن المعتبر في قيراط الدرهم الشرعي خمس حبات بخلاف قيراط الدرهم العرفي ... كل دينار درهم وربع بدراهم المدينة المنورة، كل درهم منها ستة عشر قيراطا، والقيراط أربع حبات حنطة اهـ. قلت: وهذا موافق لما ذكره الشارح من كون الدينار الشرعي عشرين قيراطا)[7] .
الأحكام الشرعية التي تقدر به :
أكثر ما يقدر بالدرهم من الأحكام الشرعية نصاب الزكاة، وسوف يأتي تفصيله في المثقال .
وزن الدرهم بالأوزان المعاصرة :
قدر ضياء الدين الريس الدرهم العربي ب(2.975) غراما، وقال: وهذا هو الدرهم الذي هو وزن سبعة، أي الدرهم الشرعي[8]، وقدر الكردي الدرهم الطبري ب(2.832) غراما، وقال: هذا الوزن يوافق درهم سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه) [9].
وقد قسم الدكتور الخاروف وأصحاب معجم لغة الفقهاء الدرهم الشرعي إلى قسمين: درهم لوزن الفضة وقدروه ب(2.975) غراما، ودرهم لوزن باقي الأشياء وقدروه ب(3.171) غراما[10] .
وإنني أرى أن وزن الدرهم الشرعي وفقا لمذهب الجمهور هو(3.024) غراما، لأنه عندهم وزن خمسين وخُمسا حبة، ووزنه عند الحنفية هو(4.2) غراما، لأنه عندهم وزن سبعين حبة ، وقد تقدم أن وزن الحبة وسطيا هو(0.06) غراما .