القيمة العلمية للنسخة المخطوطة
إذا عرفنا أن الكتب التراثية المتخصصة في علم الفرائض في مذاهب الفقهاء عامة قليلة جدا، بالنسبة للكتب العامة في جميع مباحث الفقه، أدركنا قيمة هذا الكتاب العلمية، لأنه مؤلف في القرن الثامن الهجري، وهو كتاب شامل لكافة مباحث هذا العلم وفق مذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى، مما يمكن أن يفيد منه كثيرا الباحث في فرائض الحنبلية، إلا أنه متن مجمل لا يستغني به عن الشروح إلا متخصص في هذا العلم، مما اقتضاني إدخال بعض الشروح الضرورية عليه، زيادة في فائدته لعامة الناس، ثم إن المؤلف رحمه الله تعالى ذكر في كل مسألة فرضية عرض لها كافة أقوال الإمام أحمد فيها، وفي بعض الأحيان يذكر الأقوال في المسألة ثم يبن ما عليه المذهب بالنص، وأحيانا يبين ذلك عن طريق تقديم ماعليه المذهب على غيره، وفي بعض الأحيان يهمل بيان ما عليه المذهب من الأقوال بالكلية ويكتفي بإيراد كل الأقوال والروايات الواردة عن الإمام أحمد، مما يحتاج معه في معرفة ما عليه المذهب منها إلى الرجوع إلى مصادر الفقه الحنبلي المعتمدة، مثل كشاف القناع، والمغني مثلا، وهو ما انتهجته في هذا المجال عند الحاجة.