بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة الطبعة الأولى:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، سيد الأولين والآخرين، وعلى آله وأصحابه أئمة الهدى والدين، ومن تبع هداهم باحسان إلي يوم الدين، وبعد:
فقد اطلع صديق عزيز علي، من الشباب المؤمن، المعني بأمور نشر وتوزيع الكتب، على مخطوط في مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي، للفقيه الحنفي الشهير (ملا علي القاري) تحت عنوان: (رسالة أنوار الحُجج في أسرار الحِجج)، فلفت هذا العنوان انتباهه، فقرأه، فأحبه، وأدرك أن له فائدة كبرى، فأستنسخه، وبعث به إليَّ لأطلع عليه وأقيَّمه، ثم أعمل على إخراجه وطبعه إن كان مفيداً.
فقرأت الكتاب المذكور، ولا أخفي أنني أحببته كثيراً، وتعلقت به، وأعدت قراءته مرات عديدة، لِما رأيت فيه من الفائدة، وقد أحسست وأنا أعيد قراءته، بلذة روحية عارمة لا أستطيع وصفها، وكأنه يضرب على أوتار قلبي فيحركه، ويستنفد كل طاقاته في التوجه نحو الله تعالى، كما لا أخفي أنني عند قراءته، اندفعت إلى البكاء مرات ومرات، لِما ذكّرني به من معان سامية، يستشعرها الحاجَ وهو يقوم بمناسك الحج، ويؤدي شعائره.
لذلك عزمت على إخراج الكتاب للناس بحلة تناسبه، كي يتذوقوا منه ما ذقت، ويحسوا به كما أحسست، وينهلوا من فيضه جرعة تكون ترياقا لهم من فتن الدنيا، وترويضا لقلوبهم مما علق بها من أدران الذنوب والتقصير، فاستعنت بالله تعالى في ذلك، وسألته السداد والتوفيق، وأن يرزقني في ذلك الإخلاص، وأن ينفع بهذا الكتاب النفيس عباده المتقين، كما نفعهم بسائر مؤلفات هذا الفقيه الكبير رحمه الله تعالى، ولعل دعوة من دعوات حجاج بيت الله الحرام تنالني وتكون لي ولكل من ساهم في إخراج هذا الكتاب منجاة من النار، وطريقا إلى جنات الخلد ورضوان الله تعالى.
وقد انحصر عملي في هذا الكتاب بما يلي:
1 - التعريف بالكتاب، وبيان مزاياه.
2 - التعريف بمؤلف الكتاب وبيان فضله ورسوخ قدمه في العلم.
3 - شرح الكلمات الغامضة.
4 - الترجمة لمن ورد ذكرهم في الكتاب من الرجال.
ه - عزو الآيات الكريمة إلى مواطنها من القرآن العظيم.
6 - التعريف بالأماكن التي ورد ذكرها في الكتاب.
7 - بيان موجز بأعمال الحج والعمرة التي على الحاجّ والمعتمر أن يقوم بها مرتبةً بحسب أهميتها أولا، ثم بحسب ترتيبها الزمني ثانياً، وذلك وفقاً لمذهب الحنفية فقط، وهو مذهب صاحب الكتاب.
هذا، وقد قدمت التعريف بالكتاب، وألحقت به التعريف بمؤلف الكتاب، ثم ببيان موجز عن الحج والعمرة وأعمالهما، أما شرح الكلمات الغامضة، وترجمة من ورد ذكرهم من الرجال، وعزو الآيات القرآنية إلى مواطنها من القرآن الكريم، والتعريف بالأماكن التي ذكرت فيه، فقد وضعتها أسفل كل صفحة وردت فيها، مع رقم خاص ضمن السطور يدل على هذه الترجمة أو هذا العزو والتعريف.
وإني لأرجو أن أكون بذلك قد قدمت الكتاب للقارىء بحلَة تناسبه، وتليق به، وتجعله واضحاً بيّناً، ومن الله تعالى التوفيق والسداد.
دمشق ه 1 / شعبان / 1408هـ 25 / نيسان / 1988 م
أ.د. أحمد الحجي الكردي