أساتذته:
لقد أخد ـ رحمه الله تعالى ـ علومه المختلفة عن عدد جم من العلماء الأفاضل، الذين كانت لهم اليد البيضاء والأثر البين في نهضة حلب العلمية, الفقهية والأدبية.
فأخذ عن جماعة منهم اللغة والأدب, كما أخذ عن آخرين الفقه والأصول, وعن سواهم علم المنطق وعلم النجوم والفلك، وكان لهم جميعاً الفضل الأكبر في حسن توجيهه وتربيته، وعلى رأسهم جميعاً أخوه لأمه الشيخ كامل الغزي، الذي رعاه منذ نعومة أظفاره, وأحاطه بعنايته, وشمله بعطفه وحنانه, وأنفق عليه حين توفي أبوه وهو صغير, وهو أستاذه الأول والموجه الحكيم الذي أحسن تربيته صغيراً، فلم يتركه يعبث في الشوارع، بل أحاطه بعطفه وحنانه, فأسكنه خلوته في المدرسة السيَّافية، ثم الرضائيَّة بعدها, وبدأ بتوجيهه نحو العلوم بعد أن حفظ القرآن وعدداً من المتون وكثيراً من شعر العرب, وقد حدب عليه بكل جهده، يفتح مداركه، ويقوي ملكاته، ويوسع معلوماته، وهو من هو، الشاعر المبدع، والأديب الشهير، والمؤرخ المشهور المعروف الذي خلدته الشهباء في صفحات غر من تاريخها المشرق.
ولقد أخذ ـ رحمه الله تعالى ـ علوم العربية، من نحو وصرف ومعان وبديع وبيان واستعارات، عن العلامة الشيخ شهيد الترمانيني، فريد عصره في هذه العلوم، حيث بز الأقران وفاق الزملاء، فشاع صيته في الآفاق, كما أخذ علوم التفسير والحديث والتوحيد عن العلامة الشيخ مصطفى الكردي مدرس المدرسة الرضائية، وقرأ على العلامة الشيخ محمد الزرقاء معظم كتاب الدر في المذهب الحنفي, وعلى الأستاذ الشيخ محمد الصابوني علمي الفرائض والعروض، وعلى الأستاذ المحقق الشيخ حسين الكردي علم المنطق وآداب الحديث والمناظرة ومصطلح الحديث، وعلى الأستاذ (المنلا اسحق التركي) علم الميقات والنجوم.