أقرانه وطلابه:
لقد كان والدي الشيخ محمد المهدي الكردي - رحمه الله تعالى - كثير الأقران والزملاء والأصدقاء، في الدراسة وفي العمل، لأنه - كما تقدم - كان اجتماعيا يحب الزملاء والأصحاب، ويتمنى لو يعيش معهم يومه كله، إلا أنه مع ذلك كان له زملاء مميزون يحبهم حبا مميزا، ويقضي بينهم أكثر ساعات يومه، منهم الشيخ قدرى سنجقدار، والشيخ عمر مكناس، والشيخ عبد القادر الحمصي، والشيخ كامل منصور، والشيخ عبد الله ريحاوي، والشيخ ناجي أبو صالح، والشيخ عبد القادر الكوراني، والشيخ أحمد معوَّد، والشيخ طاهر القضيماتي، والشيخ زين العابدين الجذبة، والشيخ عبد الوهاب الجذبة، والدكتور محمد فوزي فيض الله، والشيخ عبد الفتاح أبو غدة، وغيرهم.
وكان له طلاب كثر أيضا، أخذوا عنه الفقه، واللغة العربية، وأصول الفقه، في المدرسة الإسماعيلية، وأولهم وأكثرهم استفادة منه أنا، فقد كنت أرجع إليه في الملمات والمهمات العلمية، وكان يقف إلى جانبي فيها وقفة الأخ مع أخيه، لتواضعه وحبه العميق لي، ولصغر الفارق العمري بيني وبينه، وكان كثير من الناس يظنون لذلك كله أنه أخي الأكبر، فقد كنت أصحبه في دروسه في المدرسة الإسماعيلية، وأستمع إليه بروية، وأناقشه في كل ما يورده من المعلومات، وكان يصغي إليَّ، ويحتمل شططي، مما أكسبني خبرة علمية مميزة، كما كنت أرجع إليه في البيت، وأسأله عن كل صغيرة وكبيرة، وكان يصغي إليَّ أيضا، وما وجدته مرة امتعض مني أو تضايق، وهذا ما كان يغريني بالاستزادة منه، وبخاصة أثناء تحضيري لدرجة الماجستير، ثم البدء بالتحضير للدكتوراه، إلا أنه -رحمه الله تعالى- توفي قبل أن أحصل على الدكتوراه.