2014-10-09 • فتوى رقم 69447
السلام عليكم
وعيدكم مبارك
يا شيخ أريد أن أفتيك في أمر شغل بالي حتى دخل لي الوساوس الكثيرة، والموضوع هو: أنني كنت فاسقا في سابق عهدي وكنت أستهزئ بالصلاة، وادخل المسجد وأصلي نفاقا وبدون وضوء، وأحيانا أكون جانبا؛ لكي يراني الناس أني أصلي، ولكني تبت وعدت إلى الله، وبدأت أصلي، ولكني سرعان ما قطعت الصلاة، وعدت إلى زندقتي، وتبت، وعدت مرة أخرى، وتبت، وعدت، فأنا دائما ما أفشل حتى نالني اليأس والإحباط، ودخل الشيطان قلبي، وأصبحت أشك في كل شيء، حتى في الدين نفسه، وأشك في دين الإسلام، والعلماء، وفي الشبهات التي يطرحها العلمانيون على دين الإسلام، كشبهة تعدد الزوجات، وظلمه للمرأة، وشبهة الرق وجعله نظاما من نظامه كما كان في الدول الاقطاعية الظالمة، وتقسيم الناس الي أسياد وعبيد، وأغنياء وفقراء، وانتشاره بالسيف، كما قال رسولنا صلي الله عليه وسلم: أمرت أن أقاتل الناس حتي يشهدوا أن لا إله إلا الله، كل هذا جعلني أفقد الثقة في ديني، رغم أنه يدعوا إلى المساواة، ولكن الشيطان يقول لي أن هذه الأشياء لا تطبق، ورغم ذلك أطلب منك يا شيخ أن تساعدني وتقول لي ماذا أفعل؟ وهل سيقبل الله توبتي مرة أخرى، رغم أني أعتبر في ميزان الشرع مرتدا مرتين، إذا كنت أعتبر مرتدا مرتين فهل سيسامحني الله لأنني سمعت أن المرتد مرتين لا يسامحه الله؟ والشيطان كما قلت لك يقنطني من رحمة الله، ويشككني في ديني، بل كان يشككني في نزاهة الصحابة وغيرها من الأشياء الأخرى وهي عديدة، فهل سيسامحني الله إن عدت إليه؟ رغم كل هذا فأنا الأن صبحت في الأربعينات من عمري، ونادم على ما فات من عمري، ولم أقضه في طاعة الله، وهل إن تبت وتقبل مني الله هل أصبح عبدا صالحا وأدخل مع عباده الصالحين؟
أفيدني يا شيخ فمستقبلي مع الله واقف على ما ستفتيه علي، وجزاكم الله أطيب المنى
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فكل تلك الشبهات تبطلها الأدلة الدامغة، ويمكن الاطلاع على الأجوبة من أهل العلم المختصين، وأنصحك بكثرة ذكر الله تعالى وقراءة القرآن، قال تعالى: ((الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ أَلا بِذِكْرِ الله تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)) [الرعد:28].
وقال: ((من عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً)) [النحل:97].
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.