2009-02-15 • فتوى رقم 36381
السلام عليكم
هل الخلوة مع الأجنبيات مثل الأوربيات وحدوث المداعبات بيننا، وقضاء الشهوة بدون إيلاج العضو الذكري في المهبل، هل يعتبر زنا، مع العلم أنني أعزب وأعيش بدولة عربية متحررة، وأعاني من الشهوة المفرطة، والاختلاط مع الأجنبيات، وأختلي بهن دون إيلاج عضوي الذكري، وممارسة الجنس الفموي فقط معهن، وكيف أتوب إلى الله؟
وشكرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فذلك من المعاصي الخطيرة، وعليك التوبة منه فوراً إلى الله تعالى، وعدم العود إلى مثله أبداً، وإن لم يعتبر زنا، فهو من مقدماته، والله تعالى نهانا عن ذلك أيضاً فقال: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً }الإسراء32. وقال أيضا: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ) [الأنعام:151].
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه، وأن تبتعد عن كل امرأة لا تحل لك نهائيا، مع التصميم على عدم العود والندم والإكثار من الاستغفار والعمل الصالح، والتوبة النصوح شرطها التوقف عن فعل الذنب، ثم الندم عليه، ثم التصميم على عدم العود إليه، ويتم تطبيق ذلك عملياً بالبعد عن أسباب المعاصي، ومجاهدة النفس وعدم الاستسلام لها إن أمرت بما لا يحل، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾ [العنكبوت:69]، وقال أيضًا: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾ [النازعات:40-41]، ثم البعد عن رفقة السوء، وصحبة الصالحين وملازمتهم، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، وأرجو أن توفق لذلك كله، وأدعو لكم بالتثبيت على التوبة.
وقد نهى النبي صلى الله تعالى عن الخلوة بالأجنبية فقال: (( لا يَخْلُوَنَّ أَحَدُكُمْ بِامْرَأَةٍ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ ثَالِثُهُمَا)) رواه الإمام أحمد في المسند.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.