2008-10-19 • فتوى رقم 33005
السلام عليكم ورحمة الله
أريد أن أطرح عليكم فضيلة الشيخ موضوعا يتعلق بصديقة لي طلبت مني المساعدة فصديقتي تعاني من طباع زوجها، فهي لديها الآن ثلاثة أولاد ومنذ السنة الأولى من الزواج زوجها يرفض النوم معها في غرفة النوم فإنه يفضل دائما النوم في الغرفة الثانية إلا عندما يريد شيئا فإنه ينام في الغرفة معها لساعات قليلة، وهذه التصرفات منذ سنوات، وهي لم تترك طريقة لتغير من طباعه حتى إنها كلمته بالدين ولم ينفع معه لا السلم ولا الحرب، وحاولت بعدة طرق ولكنها فشلت حتى ملت وإنه دائما يقول أنه لا يرتاح إلا إذا نام في غرفة لوحده حتى إذا كان في المنزل نهارا فإنه لا يقبل أن يجلس معها ومع الأولاد فإنه يجلس في مكتبه، ويغلق الباب ويقول أريد أن أقرأ بعض الكتب وأنت لا تفهمي علي، وإذا عاد إلى المنزل ووجدها لابسة ثيابا جميلة له، فإنه يشتمها ويطلب منها أن تبدل ملابسها، ويذهب إلى غرفته للنوم، إنها يائسة ولا تطيق حياتها حتى إنها لا تشعر بأنها امراة متزوجة، وعجزت عن التفاهم مع زوجها وإنها تريد أي طريقة لتتفاهم معه، وتشعر بوجوده معها، وخصوصا كي يقبل أن ينام في غرفة النوم، فما هي الطريقة لكي تقربه إليها علما أنه يحبها، ولا يبخل عليها بشي؟
أرجو النصيحة لكي تخلصه من هذه العلة دون أن يشعر بذلك، ويصبح يرغب النوم في غرفة النوم من تلقاء نفسه وهو مبسوط، أرجو الرد.
وجزاك الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعلى هذه المرأة الاستمرار بنصحه بحكمة وموعظة حسنة، وذلك في أوقات الراحة، وتذكيره الدائم بالله تعالى، وأنه مطلع على جميع حركاته وسكناته، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالإحسان إلى الزوجات وحرم هجرهن دون مبرر، وعليها أن تنصحه باللين واللطف بزيارة الطبيب المختص إن كان لا يجد في نفسه ما يجذبه إلى زوجته، وأوصيها بكثرة الدعاء وقتَ السحر في الثلث الأخير من الليل فإنه وقت إجابة إن شاء الله تعالى، وأسأل الله تعالى أن يحسن الأحوال ويصلحها، وأوصيها أولا وآخرا بالصبر، ولها بإذن الله تعالى جزاء الصابرين، قال تعالى: ((وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) (البقرة:155-157).
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.