2008-09-27 • فتوى رقم 32412
السلام عليكم
زوجي يفطر في رمضان دون أسباب، هو يقول أنه لا يستطيع مع العلم أنه سليم لا يشتكي أي مرض، سؤالي هو أنه يسألني عمل القهوة له، هل يمكن أن أحاسب من الله على أني أساعده على الفطر رغم أني سألته كيف سيكفر، قال لي: لا تحاسبيني؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن كان زوجك يفطر في رمضان دون عذر مقبول في نظرك، فعليك الاستمرار بنصحه بحكمة وموعظة حسنة وذلك في أوقات الراحة، وتذكيره الدائم بالله تعالى، وأنه مطلع على جميع حركاته وسكناته، ولا يخفى عليه خافية، وأنا عباد لله وسيأتي اليوم الذي سيحاسبنا فيه عن جميع أفعالنا، إن خيراً فخير وإن شراً فشر، وعليك أن تذكريه بأن الله تعالى هو الذي فرض الصيام على المسلمين، والصيام من أركان الإسلام وتركه من غير عذر من أعظم الذنوب، روى البخاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من أفطر يوماً من رمضان من غير عذر ولا مرض لم يقضه صيام الدهر وإن صامه)) أي من عظم الذنب، فعلى زوجك الاستغفار والتوبة والإكثار من فعل الصالحات مع قضاء الأيام التي أفطر فيها في رمضان، عسى الله سبحانه وتعالى أن يقبل توبته, والتوبة النصوح تمحو الذنوب كلها إن شاء الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70].
وأسال الله تعالى أن يهديه ويوفقك لنصحه بالحكمة والموعظة الحسنة.
وأوصيك بكثرة الدعاء له بالهداية والاستقامة وقتَ السحر في الثلث الأخير من الليل فإنه وقت إجابة إن شاء الله تعالى، ولا يحل لك أن تصنعي له القهوة ليشربها في نهار رمضان وهو تارك للصيام من غير عذر، بل عليك أن تعتذري له إن طلب منك ذلك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.