2006-12-31 • فتوى رقم 9765
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا مسلم عربي مقيم بجمهورية بولندا، متزوج من بولندية 23 سنة، لدي 3 أطفال.
دخلت الإسلام بعد 5 سنوات من زواجنا، أطفالي بأعمار 18 ، 16 ، 14 ، وحتى لا أطيل عليكم زوجتي لم تتحجب طيلة هذه الفترة، ولم تدع معي الأطفال البنات للتحجب، ولم تنهي عن تركهم للصلاة ولم تصل هي نفسها بانتظام، ومؤخرا تركت الصلاة لا لسبب أو عذر شرعي، ولكن منقصةً في عقلها الأوروبي الساذج، وأخذ سلوكها يخرج عن التعاليم والنواهي الإسلامية، بدايةً بالواجب الزوجي نحوي والتقصير في الإقامة به عند الحاجة الإنسانية، ونهايةً بالسفر إلى مدن ثانية لغرض الدراسة المزعومة والتي هي بغير حاجة لها، أما فلسفتها الجديدة والتي ضيعت بها جوهر الدين الإسلامي فتتمثل في اعتبار الحرية فوق كل اعتبار ديني أو اعتبار روحاني، الأمر الذي جعل منها بالنسبة لي زوجة لا تطاق بأي معيار وأنها ليست بحاجة لزوج، وأنها أخذت منطق أمها الإلحادي والتي تؤمن بالمادة والحياة الزائفة، حتى آخذوا الأطفال الطريق الأسهل في اتباع أمهم وجدتهم وتركوا الصلاة، واعتبروا أن الحياة الدنيا هي دار البقاء.
في الحقيقة أنا لا أكفر ولا أعرف ذلك، ولكن بتفكيري البسيط المحدود واجتهادي في الدين المتواضع، زوجتي لا تصلح أن تكون لا زوجة ولا آدمية، وأنها أقرت وأصرت على سلوكهاً بأن لا صلاة ولا تعاليم يجب اتباعها ولم تقر باللسان أو القلب، فهذا من علم الله عز وجل، علماً بأنني لم اتصل بزوجتي لمدة سنة كاملة، ولم يكن لدينا أي اتصال من أي نوع، بالرغم من أنني مقيم بنفس البيت وأنام بنفس السرير معها.
الخلاصة: أنا لا أرغب في البقاء معها ولا الزواج منها، وإني لا أطيق رؤيتها على الإطلاق، وإنني أرغمت للبقاء لاستكمال إجراءات الجنسية والمستندات المتعلقة بها.
أماأطفالي فأنا متأسف لما هم فيه من خراب البصيرة وعمى القلوب، والذي ساهم فيه بالقدر الأوفر والأكبر أمهم وجدتهم.
أعلم تمام العلم بأن الأمل في الله سبحانه وتعالى، ولكن لا أرى الهدى في هذه المرآة لا من قريب ولا من بعيد، ولقد أعطيت الكثير والكثير على الصعيد الروحاني والديني، علماً بأنني لم أكن من رواد الخمارات والعياذ بالله والملاهي والمراقص، ولم أكن من العلمانيين الدنيويين، ولم اعدل عن المسجد أينما كنت طيلة حياتي الزوجية وقبلها، ولم أدخل والحمد لله بيوت الفسق ولا مزاولته.
أرجو أن أكون قد أعطيت الفكرة باختصار ووضوح، فالأسئلة سوف تكون على هذا النحو:
1. لقد قررت "الطلاق" في نفسي، وقبل الإدلاء به أود معرفة الإثم المترتب على ذلك إن كان هناك إثم في ذلك؟
2. ما هو الضرر الذي يراه الإسلام في مثل هذه الحالات، ويعتبر مسألة الصبر فيه واجبة؟
3. ما هو النصح الذي أستطيع طلبه منكم في إقامة الجانب الدعوى في إقامتنا وراء ظهور الكفار، علماً بأنني لا أحب هذه المرآة على الإطلاق، ولا أريدها زوجةً لي؟
4. إن اضطررت للبقاء معها بنفس البيت حتى لا أفقد عناء 23 سنة من الزواج الفاشل، وأفقد الجنسية في هذه المرحلة فقط، فهل اعتبر آثما بعمل ذلك؟
علماً بأنني يجب على الانتظار سنة كاملة من الآن؟
5. وإن أردت الاعتصام والزواج بزوجة أخرى غير مسلمة، وقد تدخل الإسلام بما لها من نواة نورانية وهدى ظاهر في السلوك، هل يجب علي الانتظار حتى أطلق الأولى وأتزوج الثانية، لأنني لن أقيم حد العدل في الزواج الثاني، أي لن أعدل بين الاثنين لما لدي من كره تجاه الزوجة الأولى؟
6. أخيراً: هل أستطيع كتمان الزواج الثاني حتى لا يقع الضرر ويكون الاتصال بالزوجة الثانية حلالا طيبا، وعلى سنة الله ورسوله؟
جزاكم الله خيراً، ونفع الله بكم الأمة إلى ما يحبه ويرضه، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، حبيبنا محمد وعلى أهله وأصحابه أجمعين.
أخوكم في الله /أبو آدم/ بولندا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن كنت تظن أنها سوف تهتدي بنسبة جيدة فعليك الصبر عليها ومداومة نصحها، وإن يئست من هدايتها فلك طلاقها ولا شيء عليك من الإثم في ذلك، ولك بعد ذلك أن تتزوج بمسلمة طيبة، وقد أخطأت مسبقا عندما تزوجت من غير مسلمة لا تضمن إسلامها وتقواها، وعليك برعاية أولادك قدر الإمكان ونصحهم على قدر الإمكان وأسأل الله تعالى أن يهديك سبيل الرشاد.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.