2006-12-25 • فتوى رقم 9639
بارك الله فيكم وفي علمكم
سيدي الشيخ: كنت أعمل في إحدى الدول العربية، وكانت ترافقني أختي، وكنت أسكن أنا وإياها في بيت واحد، فأنا من راتبي أدفع أجرة البيت، وأصرف على البيت لكي أسهل لأختي عملية التوفير من راتبها لإرساله لعائلتي، وكانت في نهاية العام تذهب بإجازة تأخذ ما وفرته طوال العام من راتبها، وتعطي بعضه لأبي والبعض الآخر تتصرف به هي، وطبعاً استمر الوضع أربع سنوات على هذا الحال، وكنت أنا لا أذهب في إجازة لزيارة أهلي، وكنت آخذ الموضوع طبيعي جداً، ولم أكن أعلم أنها في كل مرة كانت تقول لأبي: خذ هذه الفلوس مني أنا، أي منها، علماً أن الحقيقة غير ذلك، فهذا توفير منها لأنها لا تصرف من راتبها أي شيء، بسبب أنني كنت أصرف جميع راتبي الضعيف من أجل أن توفر أختي، وترسل إلى أهلى، وكانوا في ذلك الظرف يمرون بظروف صعبة وبناء، ففي الأربع سنوات لم أوفر أي شيء، حيث أن راتبي كان يذهب للمصروف والإيجار، وهي راتبها لا يصرف منه شيء للبيت، بل توفره، وفي الإجازة تعطي أبي ما تريد، وتبقى معها ما تريد، مع العلم أن الأربع سنوات التى قضتها معي لو كنت أنا أسكن مع عازب وهي ليست معي لوفرت بما فيه الكفاية رغم قلة الراتب.
وطبعاً أنا كنت عازب لم أتزوج، وأسكن أنا وإياها.
المهم ياسيدي الشيخ: بعد أن خطبت هي أيضاً استمر الوضع سنة أخرى، فأنا تزوجت وهي خطبت في نفس العام، ومكثت معي ومع زوجتى على نفس الوضع، حيث إن ما وفرته في سنة الخطوبة ذهب لحسابها للبنك، وأنا كنت أعتقد أنها أيضاً أعطته لوالدي.
المهم ياسيدي الشيخ: طبعا بعد أن تزوجت وذهبت مع زوجها فوجئت أنها كانت تقول لأبي أن الفلوس التي تعطيه إياهاهي منها، وأنا لا علاقة لي بها، ولعدم علم أبي وأهلي بالحاصل بيننا كانوا يعتقدوا أنها صادقة في كلامها.
وبعد ان تحسن وضع أبي قال لها: مجموع ما كنت تعطيني إياه مبلغ كذا وكذا، وأعطاها المبلغ بعد سنوات، وطبعاً هو كان يعرف كم كانت تحضر معها في العام، وكان أيضا فاهم منها أن الفلوس هذه هي منها خالصة مخلصة، مع أن الفلوس هذه هي بسبب تكفلي بالصرف على البيت، وهي توفر لكي نساعد أهلنا.
فلو أعطاها إياها بدون سبب وقال لها: خذي هذه مني، فهو طبعاً يفعل ما يريد، علماً أن لنا 3 أخوات، هي واحدة منهن، وهو أعطاها، وهو يقول لها هذا مجموع ما أعطيتيني إياه وأنت تعملى في الخارج.
طبعاً أضف إلى ذلك سنة الخطوبة التى كانت تعيش فيها عندي.
لا أعرف ما هو رأيكم يا فضيلة الشيخ بالنسبة لهذا الموضوع، أريد أن أعرف؟
للعلم بالشيء فأنا ضيعت من عمري أربع سنوات، وحتى عندما تزوجت استدنت من أجل أن أوفر المال بواسطتها، حيث كانت تعمل مدرسة لترسله لأهلى، وأنا متأكد تماما حتى بعد الزواج وخطوبتها استمر الوضع كما هو، وذلك حرصا مني على مساعدة أهلى، إلا أنها في سنة خطوبتها وضعت كل الفلوس في البنك باسمها، وقبل الخطوبة ماأعطته لأبي أعاده إليها قائلا: هذا ما أعطيتيني إياه أثناء عملك، لأنها كانت تفهمه بذلك أن هذه الفلوس منها لوحدها، وهو كما قالت له فعل، لغيابي وعدم تدقيقي في الموضوع، إلا أنني بعد أن علمت أنه أعاد المبلغ لها فقد أخذت في نفسي.
أرجو إفادتي، الله يحفظكم.
وشكراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإنك لم تضيع شيئا والحمد لله تعالى، لأن أجرك عند الله ثابت في ذلك إن شاء الله تعالى، وليس المهم ما يقوله الناس، وكان بإمكانك من الأول أن تتفق معها على أن إيجار البيت بينك وبينها مناصفة، ثم يدفع كل منكما لأهله ما يشاء مما بقي معه، وعلى كل حال أرى أن ليس لك حق المطالبة بشيء لأنك تبرعت سابقا وثبت أجرك على الله تعالى به، ولا معنى لإثارة المشاكل بينك وبين أختك أو أهلك، والله تعالى سوف يعوضك عن ذلك كله إن شاء الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.