2006-12-24 • فتوى رقم 9635
السلام عليكم
شيخنا الفاضل: سؤالي هو: هل يحق للمرأة طلب الخلع من زوجهاإذا كانت لا تحبه ولا يحسن معاشرتها؟
ثم إن قلبها معلق برجل آخر، والحب أمر بيد الله، ولم ير للمتحابين مثل الزواج.
خلاصة سؤالي شيخناالكريم: إن هذه المرأة كارهة لزوجها بسبب سوء معاشرته، مع العلم أنها حاولت إصلاحه والتقرب منه بكل الأساليب، فهل تستمر معه رغم كرهها له، أم تطلب الخلع وتتزوج بمن يحبها؟
جزاكم الله كل الخير.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإذا ساءت العلاقة بين الزوجين إلى درجة تعذر معها التوافق والاستمرار، وعزما على الفراق، فللزوجة في هذه الحال أن تتفق مع زوجها بكامل إرادتهما ورضاهما على أن يفترقا بمقابل بدل من المال تدفعه الزوجة لزوجها مقابل ما دفعه لها عند الزواج من المهر، ويمكن أن يكون هذا البدل يساوي نصف المهر أو أكثر أو أقل حسب الاتفاق، ويكره أن يكون أكثر من المهر، فإذا اتفقا على ذلك قال الزوج لزوجته: (خلعتك من عصمتي على أن تدفعي لي(000) من المال، وتقول الزوجة لزوجها في الحال: (قبلت مخالعتك لي على أن أدفع لك ما ذكرته من المال)، فإن حصل ذلك طلقت الزوجة من زوجها طلقة واحدة بائنة، وثبت له عليها المال المذكور في المخالة وكان دينا في ذمتها، ولزمتها العدة من تاريخ المخالعة، وهي ثلاث حيضات، ولا يشترط لصحة المخالعة القاضي ولا الشهود، وإن كان ذلك أفضل وأبعد عن الخلاف.
ولا يحل للزوجة طلب الخلع من زوجها من غير أن يوجد خلاف يتعذر معالجته، لأن الخلع أو الطلاق عامة هو آخر الحلول لمشاكل الزوجية، ولا يجوز اللجوء إليهما إلا بعد استنفاد كل الحلول الوفائية الأخرى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.