2006-12-21 • فتوى رقم 9583
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الشيخ: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فأود يا شيخنا العزيز أن أطرح لك مشكلة أتعبتني كثيراً، وأريد رأيك الشخصي فيها وحكم الشرع؛ لأن كل ما أخاف منه هو عقوبة الله عز وجل.
القصة تبدأ بأني عقدت قراني على فتاة من عائلة معروفة بمكة المكرمة، تدرس في بريطانيا مع كامل عائلتها، وبعد مرور سنة طلبت إجازة من مقر عملي، والتحقت بهم في دولة بريطانيا لكي أدخل بزوجتي، وأكون مرافقاً لها، وفي البداية وعند وصولي لبريطانيا دخلت على زوجتي بدون علم أهلها، وبعد شهر رمضان طلبت من أهلها بأن تأتي زوجتي للعيش معي بما أني استأجرت شقة للسكن، ولكنهم طلبوا مني إقامة حفل زفاف في بريطانيا، فرفضت للتكلفة الكبيرة وغلاء الأسعار في بريطانيا، وطلبت منهم بأن تعيش معي وعند عودتنا للسعودية في أول إجازة نقيم حفل الزفاف، على أن أولم هنا بوليمة بسيطة، فرفضوا وبدأت المشاكل وازدادت (علماً بأنه لا يوجد شرط بإقامة حفل زفاف، والشرط الوحيد هو السكن المستقل).
ومع مرور الوقت بدأ الشيطان يوسوس لي، فبدأت أتكلم مع بعض الفتيات على الإنترنت، علماً أني شاب أخاف الله وأصلي وأستمع للقرآن في معظم الأوقات في البيت والسيارة، ولا أستمع للأغاني ولله الحمد، ولكني أخطات واكتشفت زوجتي هذا الخطأ، ووعدتها بأني سوف أتوب ولن أعيد الكرة، وعاود والدي ووالدتي المحاولة تلو الأخرى مع أهل زوجتي، ولكن للأسف كل محاولاتهم بآءت بالفشل، وأصر أهل زوجتي على إقامة حفل زفاف كبير في بريطانيا حتى لو لم يرد والدي الحضور، فقررت أن أعود للسعودية لمناقشة أهلي والاستراحة من المشاكل، ولكن للأسف فقد أخذ والد زوجتي جواز سفري من شقتي، علماً بأن زوجتي لديها المفاتيح، وبعد أسبوعين من أخذ الجواز طلبت منه الجواز فقال لي: لن أعطيك أياه حتى تطلق، فرفضت، فقال لي: بأنه سوف يصدر أمر الطلاق باستخدام جواز سفري، فأتجهت في اليوم التالي للسفارة السعودية بلندن وتقدمت بشكوى، وعندما علمت زوجتي بأني قد تقدمت بشكوى ضد والدها غضبت وطالبت بالطلاق، وعندما سألتها عن السبب قالت: لأني خائن، فقلت: لا، ولكني وعدتك وقد سامحتني، فقالت: لا وألف لا، أنا لا أسامح من يقف ضد أبي، فحاولت أن أفهمها بأني قد تفاوضت مع أبيها لمدة أسبوعين، ولقد تقدمت بالشكوى خوفاً من أن يتصرف أبوها بالجواز، وخوفاً من أن أخسرها، ولكنها -وللأسف- وقفت ضدي، تقدم والد زوجتي بطلب الطلاق في المجلس الإسلامي بلندن، ولقد حاولوا الإصلاح بيننا ووعدتهم بأني سوف أفعل كل ما يريدون، ولكنهم أصروا على الطلاق بصورة عجيبة، وخصوصاً زوجتي، فطلبت من الشيخ أن يعطيهم مهلة ليفكروا، وبعد أسبوعين لا زالوا على أصرارهم، علماً بأنهم لا يعلمون بأني قد دخلت عليها، بعد ذلك أتصلت على زوجتي وسألتها: هل تريد الطلاق فعلاً؟ فأجابت بنعم لأني خائن، فقلت لها: إذا يجب أن أخبر الشيخ بأننا قد دخلنا، لأن هذا مسؤلية أمام الله سبحانه، فقالت بأنها سوف تنكر هذا الشيء، طبعاً أنا سوف أخبر الشيخ اليوم بإذن الله عن دخولي بها، وأني متنازل عن جميع حقوقي لأن الشيخ قال لي: بأن لي كامل المهر لو أني لم أدخل بها، ونصفه لو أني قد دخلت بها، ولكني متنازل عن كل شيء خوفاً من غضب الله، على الرغم من أني حاولت مراراً وتكراراً بأن أصلح الأمور، ولكنها مصممة على الطلاق، وخصوصاً بعد الشكوى التي قدمتها في السفارة ضد والدها، وأنا على يقين أن زوجتي متأثرة جداً بكلام والدتها، لأن والدتها بدأت بمضايقتي من اليوم الأول لعقد القران، ولم يكن يعجبها وضعي المادي، علماً بأني مستور، ودخلي متوسط، وأنعم بحياة كريمة والحمد لله.
علماً بأني حاولت معها مراراً وتكراراً، وإلى وقت كتابتي لهذه الرسالة، واعتذرت منها، وطلبت منها أن تقابلني لنجد حلاً، وكنت مستعدا بأن أفعل أي شيء خوفاً من ظلمها، ولكن للأسف قابلتني زوجتي باللعن والشتم في، والدعاء علي وشتم أهلي والدعاء عليهم، بالرغم بأنه لا جمل لهم ولا ناقة في هذا الموضوع.
هذه هي قصتي يا شيخ وبكل صراحة، وأرجو منك النصيحة، فأنا لم أستطع النوم منذ أسابيع خوفاً من ظلم الفتاة، ويشهد الله أن قصتي صحيحة بدون تحريف أو تغيير، نعم لقد خنتها ولكن وعدتها وهي سامحتني، ولكن بعد الشكوى عادت للموضوع، فأنا لا أستطيع النوم خوفاً من عقاب الله، وإني أعلم أن الظلم ظلمات يوم القيامة، لكن بعد وقوفها ضدي وكل هذه الأحداث أصبحت الحياة مستحيلة، رغم أني حاولت للمرة الأخيره معها ولكنها رفضت، فهل طلاقي لها يعتبر ظلماً، علماً بأني لن آخذ شيئا من مهرها؟
وإذا كنت قد أخطأت، فكيف أكفر عن ذنبي؟
وجزاكم الله خيراً يا شيخ.
ملاحظة: حاولت في عدة مناسبات التفاهم مع والد زوجتي، ولكن للأسف الموضوع في يد زوجته، ولا أحد يستطيع التدخل حتى هو، وحتى الشيخ لم يستطع التفاهم إلا مع والدة زوجتي.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإذا عجزت عن التفاهم مع زوجتك وأهلها على استمرار الحياة الزوجية، فعليك طلاقها بعد إخبار الحاكم أو القاضي أو المتدخل بينكما بأنك قد دخلت بها، ليكون طلاقا بعد الدخول، فربما حملت من هذا الدخول فلا يضيع الولد.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.