2006-12-19 • فتوى رقم 9537
السلام عليكم
من هم آل البيت؟
وهل نساء الرسول صلى الله عليه وسلم يعتبرون من آل البيت رضي الله عنهم؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
آل بيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم هم آل عليّ، وآل عبّاس، وآل جعفر، وآل عقيل، وآل الحارث بن عبد المطّلب، وآل أبي لهب. فإنّ عبد مناف وهو الأب الرّابع للنّبيّ صلى الله عليه وسلم أعقب أربعةً، وهم هاشم والمطّلب ونوفل وعبد شمس. ثمّ إنّ هاشماً أعقب أربعةً، انقطع نسبهم إلاّ عبد المطّلب، فإنّه أعقب اثني عشر. آل محمّد صلى الله عليه وسلم الّذين لهم أحكام خاصّة:
هم آل عليّ، وآل عبّاس، وآل جعفر، وآل عقيل، وآل الحارث بن عبد المطّلب، ومواليهم، خلافاً لابن القاسم من المالكيّة ومعه أكثر العلماء حيث لم يعدّوا الموالي من الآل.
أمّا أزواجه صلى الله عليه وسلم فذكر أبو الحسن بن بطّال في شرح البخاريّ أنّ الفقهاء كافّةً اتّفقوا على أنّ أزواجه عليه الصلاة والسلام لا يدخلن في آله الّذين حرمت عليهم الصّدقة، لكن في المغني عن عائشة رضي الله عنها ما يخالف ذلك. قال : روى الخلاّل بإسناده عن ابن أبي مليكة أنّ خالد بن سعيد بن العاص بعث إلى عائشة رضي الله عنها سفرةً من الصّدقة، فردّتها، وقالت: إنّا آل محمّد لا تحلّ لنا الصّدقة. قال صاحب المغني: وهذا يدلّ على أنّهنّ من أهل بيته في تحريم الزّكاة، وذكر الشّيخ تقيّ الدّين أنّه يحرم عليهنّ الصّدقة وأنّهنّ من أهل بيته في أصحّ الرّوايتين، وهو الراجح عندي لقوله تعالى مخاطبا نساء النبي صلى الله تعالى عليه وسلم: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (الأحزاب:33).
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.