2005-11-21 • فتوى رقم 90
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد تزوجت من عام 1996 و نشأ خلاف مستمر بيني و بين زوجتي منذ بداية الأيام الأولى، وأنا شخص عصبي جدا، ًوهي أيضاً، وفي إحدى الخلافات ذهبت لعند أهلها، وبعد 25 يوما تقريباً رميت عليها يمين الطلاق على الهاتف، وكان على الشكل التالي: أنت طالقة.
والآن حالتي النفسية والعقلية منهارة جداً، و بعد حوالي ثلاثة أشهر أعدتها إلى منزلها و ذهبت إلى شيخ الجامع وشرحت له القصة فاعتبرها لي مراجعة زوجية، وبعد حوالي السنتين من تاريخ الطلاق الأول رجعت و حلفت عليها يمين الطلاق الثاني، وكان على الشكل التالي: أنت طالق طالق طالق.
كنت عصبياً جداً جداً عندما رميت عليها الطلاق، فذهبت إلى المفتي وشرحت له ماذا جرى معي بالتفصيل، فقال لي: هذا يمينك الثاني لا تحلف من بعدها. وبعد حوالي خمس سنوات من يميني الثاني أي قبل تاريخ كتابتي لك بخمسة أشهر، رميت اليمين الثالثة، وكان على الشكل التالي: أنت طالق طالق طالق أيضاً، كنت عصبياً جداً ومتوتراً، وكانت حالتي النفسية منهارة جداً، وسبب الطلاق الأخيرأنني رجعت إلى المنزل الساعة الثالثة ليلاً، وكنت متناولاً الكحول وعندما استيقظت الساعة التاسعة تم الخلاف بيني وبين زوجتي، لا من أجل الخمر وإنما من أجل ذهابها مع أقاربها إلى مركز تجميلٍٍٍ في مناسبة زفافٍ، فطلبت منها عدم الذهاب فصرخت في وجهي وأسمعتني كلمات استهزائية، وقللت من رجولتي.
ملاحظة :
كانت أيماني الثلاثة ناتجة عن غضبٍ شديدٍ ولكن نيتي أثناء حلفها بحكم حالتي العصبية هو الطلاق و ليس التهديد، فذهبت إلى مفتي حلب وسألته فقال لي هذا يمينك الثالث لا يحق لك أن ترجع زوجتك حتى تنكح زوجاً آخر.
فذهبت إلى مفتيٍ آخر، فقال لي نفس الكلام وقال لي أيضاً: إياك أن تذهب إلى أحد المشايخ فيفتيها لك فتقع في الزنا، فخرجت من عند المفتي ولا أعلم أين أتجه، وبعد حوالي ثلاثة أيام ذهبت عند أخ زوجتي، وكان عنده رجلٌ صاحب طريقةٍ رفاعيةٍ، وهو يعتبر صاحب الزاوية التي يرتادها عمي أبو زوجتي المتوفى، فحسب ما علمت أنه دارس للشريعة، فشرحت له قصتي بالتفصيل، فقال لي: إذا فتيناه لك تعدني بعدم تكرار هذا الأمر مرة أخرى، قلت له نعم، فقال: أعدها إلى عقد نكاحك. فسألته: أريد أن أعرف كيف فتيت لي اليمين، فقال لي هي يمين عصبية واليمين العصبية لا تقع، فأرجعت زوجتي إلى المنزل. و بعد أربعة أشهر جلست مع أحد العلماء وكان يدور بيني وبينه حديث عام فتطرقنا إلى موضوع الزواج والطلاق وشرحت له قصتي، فعندما سمع ما فعلت ضرب يده على رأسه واستغفر ربه وقال لي: أنت تعيش مع زوجتك بالحرام، والشيخ الذي فتى لك اليمين لا يحق له الإفتاء، فتأكد من وضعك الإسلامي الشرعي .
وضع الأسرة مؤلفٌ من الزوج والزوجة وبنت ( 8 ) سنوات و صبي ( 7 ) سنوات، والوضع المادي تحت الوسط، والوضع الديني سيئٌ وفيه تقصير، والعمل فنان تشكيلي:
أرجو أن تدلني على الطريق الصحيح الشرعي، فأنا في مأزق وزوجتي تحت سقفي، فأنا في وضع لا أعرف أي من الأشخاص أستشير، لأنني ناوي أن أنفذ ما يفتونه علي، وأخشى أن أتخذ قرارا من غير التأكد وأندم بعد ذلك .
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالغضب العادي لا يمنع وقوع الطلاق، أما الغضب الذي يصل إلى درجة الهذيان فهو المانع من وقوع الطلاق، فإن وصل غضبك إلى الهذيان فلم يقع منك عليها طلاق، وإذا كان دون ذلك فقد طلقت، ثم إذا بلغ عدد الطلقات الواقعة ثلاثا فقد بانت منك بينونة كبرى، فلا تحل لك حتى تنكح زوجاً غيرك، ثم يموت عنها أو يطلقها بطريق عفوي عادي، ثم تمضي عدتها، فإن حصل ذلك جاز لك العود إليها بعقد جديد. فإذا كنت كذلك، فاتركها واستغفر الله عن الأيام التي قضيتها معها بعد الطلقة الثالثة، فلعل الله تعالى أن يغفر لك، وإذا لم يقع إحدى الطلقات لشدة الغضب ووصله إلى الهذيان فلا بأس بأن تبقى معها، وعلى كل حال فإنني أنصحك بزيارة سماحة مفتي حلب ومراجعته في الموضوع قبل أي تصرف تقوم به.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.