2006-11-16 • فتوى رقم 8952
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا متزوج منذ أربع سنوات، ووقعت بيني وبين زوجتي خلافات كثيرة، واكتشفت منذ أربعة شهور أن زوجتي مسحورة، وذهبت بها إلى المشايخ الذين يقومون بالرقية الشرعية، حتى أصبحت أنا أرقيها، ولم يكتب لها الله الشفاء حتى الأن.
ولكنها تحسنت عن حالها الأول، وهذا السحر يفسر لي مشاكلي معها.
وهي تغيب عن الوعي، وينطق الجان الذي فيها على لسانها، حيث يقول: إنه يكرهني ويريد أن يحرق قلبي ويدمر حياتي، فصبرت وصبرت حتى ضقت ذرعاً، وأصبحت زوجتي تخلق المشاكل على أتفه الأسباب، وهي في كامل صحوتها، وإذا حدثت المشكلة حضر عليها الجان.
ولم أعد أحتمل هذه التصرفات، حيث أني لم أرزق بأولاد منها طيلة هذه السنوات الأربع، ولما اكتشفت أنها مسحورة عرفت أن هذا الجان يسكن في أرحامها لكي يمنع الحمل، ومرت علي خلال الأربع أشهر الأخيرة أصعب أيام عشتها في حياتي، حيث أني من النوع الصبور والذي يتحمل، ولكن للأسف وصلت إلى درجة لم أعد أحتمل أن أسمع صوتها، حيث أني أصبحت لا أطيق الكلمة منها أبداً.
مع العلم أنه أثناء حدوث المشاكل تغيب عن الوعي، وإذا أفاقت تستسمح مني، وتقول: أنا عذبتك سامحني وأحللني أرجوك، وهذا ما يجعلني أشفق عليها وأحبها كثيراً لأن هذا الشيء ليس بيدها.
وفي النهاية لم أتحمل، فحدثت مشكلة بيننا وأدخلتها غرفتها، وقلت لها: إن خرجت من الغرفة أنت طالق بالثلاث، لكي أمنعها من الخروج, فحضر عليها الجان وتناوشت أنا وهي، فخرجت من المنزل، وأعادتها جارتها إلى المنزل، وحينها تعبت أنا وذهبت إلى المستشفى، ورجعت إلى المنزل، وفي اليوم التالي وجدت ابنة عمي عندنا، وهي بمثابة الصديقة الحميمة لزوجتي حتى تصلح مابيننا من خلاف، ولما حضرت إلى مجلسهم ثارت أعصابي من كلام زوجتي، وقلت لها وأنا في حالة غضب وكتمة في الصدر وحالة نفسية أعانيها منذ مرضها: أنت طالق طالق طالق، فذهبت خارج المنزل وهي تصيح، وابنة عمي تداريها، وبعد دقيقتين من خروجي إذا بأبنة عمي تتصل بي وتقول لي: تعال، زوجتك سوف تموت بين يدي، فعدت مسرعاً، ومن حكم خبرتي بها استطعت أن أفيقها وأعيدها إلى وعيها بإذن الله عز وجل، ثم قامت زوجتي بالاتصال بأختها، حيث حضرت من مدينة أخرى وأخذتها معها، وهي الآن لدى أهلها.
وسؤالي هو: ما حكم الطلاق في هاتين الحالتين، علماً أن زوجتي مرضت في اليوم الثاني من وفاة والدي، حيث أني في حالة نفسية يرثى لها، ومنذ أربعة أشهر إلى الآن لم أستطع أن أحزن على والدي الذي رباني، وذلك بسبب مرض زوجتي.
ملاحظة: وهذا بالنسبة إلينا يعتبر الطلاق الثالث، ولكن الطلقة الاولى لم أستفتي فيها من أحد، وأستفتيكم فيها جزاكم الله خير الجزاء، وهي أني طلقتها وأنا في حالة غضب شديد، حيث أني اصطدمت بالحائط -وأحسبه الباب- إذ أن الغضب أغلق عيني، وكانت زوجتي حائضا في وقتها، وأنا لم أكن أعلم بهذا الحيض.
أفيدوني، جزاكم الله خير الجزاء لقرائتكم سؤالي، وأعتذر على الإطالة، وأرجو الإفادة بأسرع وقت.
وجزاكم الله كل خير.
أرجو عدم طرح سؤالي في منتدياتكم وموقعكم، فضلاً وليس أمراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالطلاق في حال الغضب يقع بالاتفاق، إلا أن يصل الغضب بالزوج حين الطلاق إلى حال الهذيان، بحيث لم يعد يعي ما يقول، ويسمى المدهوش، فإنه في هذه الحال لا يقع طلاقه.
وإذا وقع الطلاق وكان للمرة الأولى أو الثانية، فللزوج أن يعود إلى زوجته بعده بالمراجعة ضمن العدة، وهي بالقول أو بالجماع، وبعد العدة يعود إليها بالعقد الجديد.
وإذا كان هو الطلقة الثالثة فلا تعود إليه إلا بعد زواجها بزوج آخر.
وإنني أوصيك بالصبر على زوجتك وأظن أن ليس بها جن، ولكن هي في أزمة نفسية وتحتاج إلى طبيب نفساني لمعالجتها، وفي كل الأحوال قراءة القرآن عليها أفضل علاج لها، ومن ذلك قراءة الفاتحة والمعوذتين، وسورة الإخلاص وسورة البقرة، وأرجو لها الشفاء ولوالدك الرحمة، ولك الصبر والحياة السعيدة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.