2006-10-25 • فتوى رقم 8460
السيد المفتي الشيخ أحمد حفظه الله:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سيدي: تزوجت منذ 14 عاما من زوجة قرببة لي، واكتشفت بعد فترة صغيرة أنها قليلة التدين، فتتعاطى مع كل شيء حولها بالمزاج، و حين أنصحها، وأبين لها موقف الشرع ترفع صوتها، وتعتدي علي بالقول القبيح، أخلاقها تبعاً وليس لها علاقة بالأخلاق الحسنة، وإذا نظرت إليها أرى منها القبيح، وإذا أمرتها تعمدت الخروج علي، وإذا استأمنتها خانتني في كل الماديات، صبرت عليها حتى عجز الصبر عن صبري، تعاملت معها حسب ما أمرني الشرع باللين والهجر وغيرها، ولم ينفع شيء معهاً، حتى قررت الزواج بأخرى، فوجدت إمرأة سنها قريب من سني ( 42 عاماً)، كنت قد أخبرتها بذلك وقلت لها إنها الآن غدت حلقة ضعيفة، بمعنى أن لها منافسة، فإما أن تتعامل معي بما يرضي الله وإما أطلقها، فطالبتني بطلاق الأخرى، وكأنني قمت بشراء ماعز وسأذبحها وتنتهي المشكلة، أخبرتها أن الله لن يرضى عن الظلم، وما رأيت منها غير الخير، كما أنها بهذا الطلب تتجاوز على العرف برفضها زواجي، وتطلب مني أن أطلق لرغبة لديها، ثم تجاوزت على حقي في ممارسة حق شرعي، فبغت وطغت، وقررنا أن نسأل الشرع فيما أشكل بيننا، فما رأي سيادتكم في طلاق الزوجة الجديدة بدون سبب، مع العلم أني ما دخلت بها، لكني ما وجدت منها سببا يدعوني لطلاقها، وما رأيكم بطلاق الأولى مع أنها فاضت في السوء وتجاوزت حقوقي الشرعية كافة، فأيهما أطلق؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يمكن لي أن أنصحك بشيء مؤكد عن بعد رغنم كل ما ذكرته، ولكنني أوصيك بعدم طلاق واحدة منهما ما استطعت، فإن عجزت عن احتوائهما معا فلك طلاق أيهما تراها الأسوء، وتبقى مع الأخرى الأفضل في نظرك، ولا عتب عليك في الطلاق في هذه الحال إن شاء الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.