2017-04-27 • فتوى رقم 84529
السلام عليكم
ما حكم الزوجة التي تتخاصم مع زوجها ولا تتكلم معه لشهور وتقول: لا أسقط بقيمتي وأتكلم معه، سبب الخصام هو أن الزوج قد تزوج عليها زوجة ثانية، علما أن الزوج قد سامحها عدة مراة ولكن الخصام يتكرر كل مرة، وهل لطيلة الخصام زوجة تحرم على زوجها؟ لأن بعض الناس يقولون لطيلة خصام تؤدي إلى التحريم.
جزاك الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
لا يقع الطلاق بمجرد القطيعة بين الزوجين، فقد حرم الله على الزوج أن يسيء إلى زوجته، وقد أمر الله تعالى بالإحسان إلى النساء فقال صلى الله عليه وسلم: (استوصوا بالنساء خيراً، فإنهن خلقن من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء) متفق عليه.
وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي). أخرجه الترمذي.
ويحرم على الزوج أن يحتقرها أو يشتمها فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(بحسب امرئٍ مسلمٍ من الشر أن يحقر أخاه المسلم) رواه الترمذي.
وقال صلى الله عليه وسلم: (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر) متفق عليه.
وعندما يكون الزوج سيء الخلق فعلى الزوجة أن تنصحه بالحكمة والقول الحسن، وتداوم على ذلك في أوقات الراحة والفراغ، أو توكل من يتقن فعل ذلك، وتستعمل الحكمة في ثنيه عن خلقه السيئ مع الصبر على ما يكون منه جهد الاستطاعة، أما استعمال القسوة مع الرجل فلا يفيد ذلك غالبا بين الزوجين، لذلك اقتضت الحكمة أن تعالج المشاكل باللين، والله تعالى خالق الناس وهو أعلم بمصالحهم وما ينفعهم، فتبارك الله أحكم الحاكمين.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.