2016-06-14 • فتوى رقم 79509
ما حكم موت مرضي بسبب طبيب حديث التخرج يعمل تحت التدريب في مستشفى جامعية تعليمية ولم يحصل على شهادة التخرج أو تصريح مزاولة المهنة بعد وقد تغيب رئيسه عن العمل لأخذ قسطًا من الراحة وتركه وحده لإسعاف الحالات الطارئة؟ قد مر عشر سنوات على هذا الحادث ولا يمكن الوصول لأهل المتوفين بأي حال من الأحوال، وأنا الآن أشعر بتأنيب الضمير وأن ذنب المريض في رقبتي وأن وفاة أمي بسبب إهمال طبي هو قصاص الله مني.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإذا تأكدت أن الموت كان بسبب خطئك، وكان ذلك لا يحصل عادة من أمثالك، فهو قتل خطأ عند بعض الفقهاء، وفيه الدية على عشيرتك وليس عليك، وعليك جزء منها بسيط كأي فرد من أفراد أسرتك أو عشيرتك، وتدفع الدية لورثة الميت إذا طالبوا بها، ومقدارها يساوي قيمة (4،25) كغ من الذهب الخالص، وعليك الكفارة، وهي صيام شهرين متتابعين (من الأشهر الهجرية)، أو ستين يوما متتابعة مطلقاً، ويمكن أن تصومها في الشتاء البارد الذي يقصر نهاره على قدر إمكانك، ولا بديل للصوم عند أكثر الفقهاء، وقال الشافعية بجواز دفع بدل يساوي إطعام ستين مسكينا عند العجز عن الصوم، وإطعام المسكين يساوي قيمة 25 كغ من القمح تدفع لستين فقيراً، أما إن لم تتأكد أن الموت كان بسببك، أو كان ذلك يحصل من أمثالك بحسب العادة، فلا دية عليك إن شاء الله ولا كفارة، لكن عليك أن تتوب وتستغفر وتكون حريصاً على تجنب الأخطاء في المستقبل.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.