2006-09-19 • فتوى رقم 6998
أنا طبيب مصرى أقيم بالسعودية ومعي أسرتي:(زوجتي، وولدين أصغر من 5 سنوات).
كنت فى إجازة بمصر من حوالي شهر، وحدثت مشادة كبيرة بينى وبين زوجتى خلال رجوعنا من الإسكندرية إلى القاهرة، وكنت أقود سيارتي في حالة عصبية جداً، و نتيجة لاستفزازها لي تهورت عليها وضربتها.
وأثناء فترة من السكوت فكرت فى الانتقام منها، ولأننى أعلم مدى حبها في السعودية وفي العيش معي فيها، جاءت لي فكرة حرمانها من العودة للعيش معي في السعودية، وقررت في داخلي القسم بالطلاق عليها، ولكننى قررت أن أكتفي بقول:(علي الطلاق ما أنتي راجعة معي للسعودية) على أن تكون النية حرمانها من العودة معي فقط، وبالتالى أترك الباب مفتوحاً فيما بعد، حيث يمكنني استضافتها مرة أخرى(يعنى تلحقني فيما بعد)، ولكن ما كنت متأكد منه أنها نتيجة هذا اليمين لن تعود معي في رحلة عودتي للسعودية، كل هذا ولم أكن تفوهت بشىء، يعنى تحضير داخلي.
وصبرت وأمسكت نفسي عن النطق بهذا القسم، ولكن وبعد دقائق قليلة استمرت زوجتي فى استفزازي وأثارت أعصابي، وأثناء انفعالي الشديد قلت وبدون تردد :(طيب، علي الطلاق منك ما أنتِ راجعة معي السعودية)، و كان ذلك أثناء قيادتي السيارة بسرعة شديدة، وأثناء عراكٍ عنيف بيننا، و لكن أثناء نطقي باليمين أحسست في داخلي أن معنى هذا اليمين يمكن أن يشمل عدم عودتها نهائياً، سواء معى أو بعد ذلك، ولكن والله أعلم أنا لم أكن أقصد هذا المعنى الشامل .
الآن أنا عدت للسعودية وزوجتي لم تعد معي تنفيذاً لليمين حتى لا يقع الطلاق، والآن نحن على وفاق والحمد لله، وأريد عودتها لأنني أحتاج لها ولأولادي، وأخاف أن يكون معنى يميني هذا أنها لو رجعت في أي وقت يقع اليمين، والسبب في خوفي هذا أننى الآن في شك وحيرة من نيتي وقت نطق اليمين، ولكننى متأكد من نيتى قبلها بدقائق قليلة، بأنني أنوي النطق باليمين الذي قلته تماماً على أساس النية بعدم عودتها معي فقط، وعلى أن يكون متاح لها العودة فيما بعد.
أرجوكم أفتوني أفادكم الله، هل يمكن أن تعود زوجتي إلى بيتي فى السعودية الآن، أم يقع الطلاق لو حدث ذلك؟
أنا أعلم أن تصرفاتى كانت حمقاء، خصوصاً أنها كانت أمام أولادي الصغار، ولكن ما فعلته زوجتي أوصلني لهذه الدرجة من العصبية، وأعلم أن القسم بغير الله غير مقبول، وإثم كبير، وقد استغفرت عنه، وسألت الله التوبة منه، وألا أرجع له ثانية.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإنك قيدت لفظ يمين الطلاق بلفظ:(معي)، فالظاهر أنك إذا سافرت للسعودية ليست معك فقد بررت بيمينك إن شاء الله تعالى، لا يقع الطلاق إن قدمت للسعودية بعدك.
والعبرة بالنية وقت التلفظ بالطلاق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.