2006-09-03 • فتوى رقم 6726
المدينة :فلسطين
أنا امرأة عاملة مهندسة، راتبي جيد، تزوجت أول مرة من مهندس وبعد 6 شهور انفصلت وبقيت في المحكمة أكثر من 5 سنوات، وكنت حاملا وأنجبت عند أهلى وأخذت طفلى معي حيث أننى أرعاه بالكامل رعاية فائقة، تزوجت قبل سنة من رجل آخر مهندس أيضاً، أرمل وله أولاد مع أنني خطبت لرجال غير متزوجين، فأنا والحمد لله لدي مواصفات مرغوبة، ولكني أردت أن أتزوج أرمل حتى أعوض أولاده عن أمهم، وحتى بالمقابل هو يعوض ولدي عن أبيه في التربية.
الرجل حسن المعاشرة ولكن وضعه المادي صعب أكثر مما كنت أعلم قبل الزواج، وراتبه بالكاد يلبي طلبات أولاده الثلاثة، مما يشعرني بعدم الراحة بشكل كامل، خاصة أن السبب في طلاقي المرة الأولى هو أن مطلقي كان يريد راتبي ولا يريد أن ينفق علي، حتى أن الخبز لم يشتريه لي إلا من نقودي أنا، والآن أنا لا أكاد أطلب من زوجي أية مطالب أو مصاريف، بل على العكس فأنا أساهم في بعض مصاريف أولاده، وطبعاً ولدي أنا، مع أنني أحس أنه يجب عليه أن ينفق على ولدي لأنني أبذل الكثير معنوياً على أولاده وكأنني أمهم، وأحيانا أساهم في مصاريفهم مادياً، أصبحت أحس أن كل زوج يريد الراتب أهم شيء.
الآن زوجي عليه دين وأصحاب الدين يطالبوه بشكل كبير، وهو يعلم أنني باستطاعتي أن أساعده، ولكني لا أعرف ما هو الصح وما هو الخطأ، ولا أريد أن يرتكن علي أكثر، خاصة أنني متزوجة من سنة فقط، وظهرت لدي مشكلة كبيرة بالنسبة للإنجاب بعد زواجي منه مباشرة رغم أنني أنجبت ولدي من مطلقي دون أي مشاكل، مما يعنى أنه في حالة وفاته لا سمح الله لن أجد حتى منزلا أسكنه، فأنا أحس أن لا شيء لي منه وأنني مجرد خادمة بدون مقابل للأولاد (أنا جميلة ومهندسة متفوقة وأصغره بـ 15 سنة ).
أحس أن عدم مساعدتي له في قضاء دينه يجعله يبتعد عني ويعاتبني دون كلام، ولكن أنا لا أستطيع أن أعيش وأنا دائماً أعطي كثيراً دون أن آخذ، ماذا أفعل؟
أرجوك ساعدني إن كانت لديك اقتراحات، أنا خائفة من الزمن، ومن مطلقي حيث إنه قد يأخذ طفلي الغالي مني حتى لو بعد حين، وأخشى من حصول شرخ بيني وبين زوجي، إلا أنني أريد أن أكون كغيري، أي أن زوجي هو المسؤول عني، لا أستطيع أن أحس أنني مستغلة من قبله كما في المرة الأولى، وأنني أعطي دائماً وأنا أحتاج لأن يعطيني أحد الأمان.
أنتظر الرد بلهفة، وشكراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأنت ملومة لأنك أخطأت الاختيار، وعليك الآن أن تدرسي خيارا آخر وهو الانفصال عن هذا الزوج والتفتيش عن زوج ملائم آخر أو الصبر عليه ومساعدته قدر الإمكان من غير مبالغة تندمين عليها، والصبر أفضل، قال تعالى: (وبشر الصابرين).
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.