2014-02-16 • فتوى رقم 66193
السلام عليكم
ما حكم المنتحر إذا كان مريضا عقليا؟ ابني انتحر من الدور السابع وهو يعاني من مرض عقلي شيزوفرانيا علما بأنه كان يعيش في الغربة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن لم يكن على وعي وإدراك فلا يؤاخذ، أما الحكم الأصلي للانتحار فالانتحار كبيرة من كبائر الذنوب، وهو قتل النفس متعمداً. وربنا – جل وعلا – يقول: ((ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً)) والمؤمن لا يجوز له أن يقتل نفسه، لأن روحه ليست ملكه بل هي وديعة عنده، قال الله تعالى: (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً)، وقد كان رجل من الصحابة أبلى في الجهاد بلاء حسناً، وكان له مواقف جيدة في قتال الكفار، ولما انتهت المعركة وكان به جرح لم يصبر على الألم، فقتل نفسه فسئل عنه النبي صلى الله عليه وسلم، - فقال هو في النار – وأخبر صلى الله عليه وسلم – أنه من قتل نفسه بحديدة فإنه يعذب يوم القيامة في النار بهذه الحديدة التي قتل بها نفسه.
ووجود المرض لا يبرر الانتحار، إلا إن فقد بسبب المرض رشده، ولم يعد يتحكم في تصرفاته، بل ألجأه المرض إلى ذلك وهو فاقد الوعي، فإن القلم يرفع عنه عندئذ، لخروج الأمر عن قدرته.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.