2013-07-15 • فتوى رقم 63586
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لي صديقة تشاجرت مع زوجها فقام بضربها وهجرها وأصبح ينام في حجرة أخرى, هي تسأل الآن: هل يحل لها أن تمارس العادة السرية لأن زوجها لا يجامعها؟
لكم جزيل الشكر.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فليس لها ذلك، ولا يجوز للزوج أن يتعمد هجران زوجته أبداً بغير مبرر، قصرت المدة أو طالت، لأن ذلك نوع إيذاء لها، وهو حرام شرعاً، وقد أمر الله تعالى الأزواج بالإحسان لزوجاتهم، ومنعهم من الإساءة إليهن، والهجران من أشد أنواع الإساءة، ولكن لو حدت بالزوج ظروف قاهرة دعته إلى نوع من الهجران، كالمرض أو السفر مثلاً، فلا يلام في ذلك، وعلى الزوجة في هذه الحال أن تصبر وتحتسب، وكذلك يباح للزوج أن يهجر زوجته إذا قصرت في حق ربها أو في حق زوجها، ولكن بمقدار ما يردعها عن تقصيرها ويعيدها إلى الطريق الصحيح دون مبالغة، لقوله تعالى: (وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ) (النساء:34).
وعلى كل من الزوجين أن يسارع إلى إرضاء الآخر قدر إمكانه ولا يقصر في حقه، وعلى كل منهما أن يسامح الآخر في تقصيره نحوه إذا جرى منه تقصير، ولا يجوز لأي منهما أن يتخذ من تقصير الآخر نحوه في شيء متكأ للتقصير مثله أيضا، فإن خير الزوجين من يسامح أكثر، وليس من يحاسب أكثر، وأرجو لكما السعادة والتوفيق.
فلتحاول إصلاح علاقتها مع زوجها، وأسأل الله لكم التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.