2013-03-02 • فتوى رقم 61457
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يوجد لي أقرباء في نفس البلدة أحبهم وهم مقربون لي جدا وأتعامل معهم منذ أن كنت طفلة صغيرة، اكتشفت مؤخرا فقط أن ربة هذه العائلة تضرب بالعين، بعد كل تلك السنوات الطويلة وبعد أن تذكرت مواقف كثيرة وبعد أن حدثت مصائب كبيرة حكمت عليها بهذا الحكم لدرجة أني متأكدة جدا، والله أعلم، المشكلة أنها على ما يبدو لا تعلم بأنها تحسد. بل وتحسد أقرب الناس لها أولادها وبناتها، الآن يا شيخنا كل أولادها في مصائب وكل بناتها في مصائب، وأزاوجهم أيضا في مصائب واحدهم كان على وشك الموت، أنا أرى كيف أن ذريتها كلما تتحسن أمورهم تعود وتنتكس بشكل فظيع، أعلم أن الأم هذه تحسد أولادها دون علمها
هي تذكر الله وتقول ما شاء الله ولكن الظاهر أن عينها تسبق فلقد حدثت مواقف كثيرة معي أنا شخصيا أمامها وحدثت لي أمور فورية بمجرد نظرها لي فقط!
الآن ومن حبي لهم لا أعرف ماذا أتصرف!
دائما أنصح بناته بأذكار التحصين من العين ولكني متأكدة أنهم لن يقولوها عندما يريدون الالتقاء بأمهم!
بماذا تنصحني يا شيخ بموقف كهذا؟ عائلتهم تنهار بمصائبهم المتتالية! ولا أريد أن يقع علي إثم إن حذرتهم منها
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلك أن تعلميهم سبل الوقاية من الإصابة بالعين دون أن تذكري أن أمهم هي التي تصيب بالعين (وقد لا تكون كذلك أصلا) .
وفي الآتي الوقاية من الحسد بإذن الله تعالى:
1_ الإكثار من التعوذ، ومن ذلك قراءة المعوذتين، وفاتحة الكتاب، وآية الكرسي، والتعوذات النبوية، نحو أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق.
2_ الرقى: ومن أمثلتها رقية جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم التي رواها مسلم في صحيحه وهي: " باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شر كل نفس أو عين حاسد، الله يشفيك، باسم الله أرقيك"
فعلى المسلم ليقي نفسه من العين أن يحافظ على الفرائض ويتبعها بالنوافل وقراءة القرآن، مع المداومة على أذكار الصباح والمساء، والأذكار التي تسن عند الأفعال المختلفة، كالذكر عند دخول البيت والخروج منه، ونحو ذلك ففي الحديث: (من صلى الصبح فهو في ذمة الله، فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء فيدركه فيكبه في نار جهنم). أخرجه مسلم.
وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة: "بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم" ثلاث مرات لم يضره شيء) أخرجه الترمذي.
هذا ومما يدفع به ضرر الحاسد عن غيره دعاؤه لغيره بالبركة وقوله: ما شاء الله لا قوة إلا بالله. كما في قوله صلى الله عليه وسلم لعامر بن ربيعة في الحديث الذي رواه أبو أمامة عن أبيه: " إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة" رواه ابن ماجة.
وفي قوله صلى الله عليه وسلم من حديث أنس : " من رأى شيئا فأعجبه فقال : ما شاء الله لا قوة إلا بالله ، لم يضره " رواه الهيثمي في المجمع.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.