2006-07-06 • فتوى رقم 6108
سبب نزول قول الله تعالى :( وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّى فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا إِلا أَن يَشَاءَ اللَّهُ)?
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد ذكر ابن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير ما نصه:
"ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا [ 23 ] إلا أن يشاء الله : مناسبة موقعه هنا ما رواه ابن إسحاق والطبري في أول هذه السورة والواحدي في سورة مريم : أن المشركين لما سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن أهل الكهف وذي القرنين وعدهم بالجواب عن سؤالهم من الغد ولم يقل ( إن شاء الله )، فلم يأته جبريل عليه السلام بالجواب إلا بعد خمسة عشر يوما ، وقيل : بعد ثلاثة أيام ، فكان تأخير الوحي إليه بالجواب عتاباً رمزياً من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم كما عاتب سليمان عليه السلام فيما رواه البخاري : أن سليمان قال : لأطوفن الليلة على مائدة امرأة تلد كل واحدة ولداً يقاتل في سبيل الله، فلم تحمل منهن إلا واحدة ولدت شق غلام ، ثم كان هذا عتاباً صريحاً فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سئل عن أهل الكهف وعد بالإجابة ونسي أن يقول ( إن شاء الله )، كما نسي سليمان فأعلم الله رسوله بقصة أهل الكهف ثم نهاه عن أن يعد بفعل شيء دون التقييد بمشيئة الله".
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.