2006-06-23 • فتوى رقم 5880
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة، وبعد:
في أحد الأيام تناولت حبوبا ليست بمخدرات ولكن تأثيرها العقلي والذهني مقارب جدا لها والله أعلم، وفي اليوم التالي لي من تناول هذه الحبوب حيث كان تأثيرها لا يزال في عقلي وقعت مشادة كلامية تلتها مشادة وضرب بالإيدي بيني وبين أخي الذي كان يعتقد أنني غائب عن الوعي من هذه الحبوب والعياذ بالله، وفي أثناء هذه المشكلة طلب من زوجتي وأختي الاتصال بصديقي ليأتي ويسانده ويحاولون إخراجي مما أنا فيه، فقمت بتهديد زوجتي بأنها إذا اتصلت بصديقي وطلبت منه المجيء سوف أطلقها، وفعلا بعد لحظات سمعت أختي تقول لأخي بأن صديقي أتى على الطريق، فناديت على زوجتي حيث كانت في غرفة أخرى وقلت لها باسمها يا فلانة أنت طالق، وبعد ذلك بفتره حوالي أسبوعين إلى شهر ذهبت إلى دائرة الإفتاء لدينا في بلدي، وقلت لهم ما حصل وقالوا لي بأن الطلاق قد وقع، وقمت برد زوجتي إلي مع العلم بأنها كانت لا تزال تسكن معي في نفس البيت وبنفس الغرفه كزوجين.
فما حكم هذا الطلاق، وهل وقع مع العلم أنني كنت تحت تأثير هذه الحبوب قليلا ، وما حكم العلاقه التي كانت بيني وبينها خلال فترة الطلاق هذه، مع العلم أنها كانت أول وآخر مرة أتناول بها هذه الحبوب.
جزاكم الله كل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإذا كنت واعيا لما تقول فقد وقع الطلاق بهذه الطلقة، فإذا كانت هذه الطلقة هي الطلقة الأولى أو الثانية، فإنها تعد طلقة رجعية, ويحق للزوج بعدها مراجعة زوجته فيها بالجماع دون عقد جديد ما لم تنقض عدتها، وعليه فإذا كنت راجعتها بعد الطلاق في العدة بالكلام أو الجماع فقد عادت إليك وهي زوجتك.
وإن كانت هذه الطلقة الثالثة فتقع بها البينونة الكبرى، فلا تحل الزوجة لزوجها بعدهاحتى تنكح زوجا غيره ثم يموت عنه أو يطلقها بطريق عفوي عادي، ثم تمضي عدتها، فإن حصل ذلك جاز للزوج العودة إلى زوجته بعقد جديد، قال تعالى: (فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) (البقرة:230).
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.