2005-12-08 • فتوى رقم 567
أشكر لسيادتكم ردكم على الفتوى رقم 445،أعمل موظفاً بأحدى المصالح، وقد قمت بتصوير بعض المستندات الفنية (للأعمال ذات الطبيعة الخاصة جداً)، من المصلحة التي أعمل بها بدون علم المسئولين، (الورق المستخدم ورق المصلحة وماكينات تصوير المصلحة)، وذلك لسببين – السبب الأول: الاستفادة منها لصالح العمل بالمصلحة لسهولة الرجوع لها بدلاً من البحث فى الملفات – السبب الثانى - الاستفادة منها فى حالة استقالتي وتركي المصلحة للعمل في أي مكان آخر.
أخذت هذه المستندات وحفظتها فى البيت، علماً بأنني لا أستطيع إعادة هذه المستندات مرة أخرى، كما أنه يمكن أن ينكشف أمري والحمد لله أنني أفقت من غيبوبتي وانكبابي على الدنيا وأشعر بالألم والحسرة من هذا التصرف، وأريد وألتمس مغفرة الله لهذا الذنب (خيانة الأمانة والسرقة فى نفس الوقت). فقمت بحرق 90% من هذه المستندات، وقمت بتقييم تكلفة كل المستندات المسروقة وهو حوالي 200 جنيه وأنوي إخراجهم في سبيل الله، فهل هذا التصرف سليم شرعاً، وكيف أكفر عن هذا الذنب وأنال مغفرة وعفو الله سبحانه وتعالى؟
وهل في الاحتفاظ بال 10% الباقية مخالفة شرعية، أم أتخلص منها، علماً بأنها مستندات فنية ولا تتعلق بأشخاص، كما فيها من الإفادة الكبيرة، أرجو الإفادة العاجلة، لكن ماذا علي أن أفعل الآن علماً بأنني لا أستطيع إعادة هذه المستندات أو قيمتها - و كيف أنال المغفرة من الله سبحانه و تعالى؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
عليك أولاً القيام بإعلام الجهة المسؤولة عنك في وظيفتك وإخبارها بكل ما تصرفت به و ما صرفته، ثم الأمر يعود للشخص المسؤول عنك في أن يختار لك أن تحافظ على المتبقي من الأوراق أو تتخلص منها بالطريقة التي يراها هو، وتخبره بقيمة الأوراق التي تصرفت بها وهي ال(200) جنيه، فيرى إن كان يريد أخذها أو مسامحتك بها، ولا يكفيك أن تتصدق بها، ولا أرى لك غير ذلك ما يبرئ ذمتك مما تعلق بها لأن ذلك حق للآدمي والمطلوب فيه هو طلب السماح من صاحب الحق بالتحديد، ولا يكفي مجرد الاستغفار بينك وبين الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.