2006-05-29 • فتوى رقم 5486
رفع اليدين والصوت بالدعاء عند جلوس الإمام على المنبر بين الخطبتين في يوم الجمعة، هل هو سنة أو بدعة؟
وهل هي ساعة الإجابة التي وردت في الحديث؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فذهب جمهور الفقهاء إلى أنّ الكلام يحرم أثناء خطبة الجمعة، ويجب الإنصات من حين يأخذ الإمام في الخطبة فلا يجوز الكلام لأحدٍ من الحاضرين،
ثم قال الشّافعيّة: يجوز الكلام قبل الشروع في الخطبة وبعد الفراغ منها وقبل الصّلاة، وفيما بين الخطبتين خلاف: والظّاهر أنّه لا يحرم وجزم به في المهذّب، هذا في الكلام الّذي لا يتعلّق به غرض مهم، فأمّا إذا رأى أعمى يقع في بئرٍ أو عقرباً تدب على إنسانٍ فأنذره فلا يحرم بلا خلافٍ.
ووافق الحنابلة الشّافعيّة في جواز الكلام قبل الخطبتين وبعدهما وبينهما إذا سكت الإمام.
وقال أبو حنيفة: إذا خرج الإمام يوم الجمعة ترك النّاس الصّلاة والكلام حتّى يفرغ من خطبته.
وقال أبو يوسف ومحمّد: لا بأس بالكلام إذا خرج الإمام قبل أن يخطب وإذا نزل قبل أن يكبّر، واختلفا في جلوسه إذا سكت: فعند أبي يوسف يباح الكلام في هذه الحالة لأنّ الكراهة للإخلال بفرض الاستماع ولا استماع هنا، وعند محمّدٍ لا يباح الكلام لإطلاق الأمر.
وعند المالكيّة يحرم الكلام بين الخطبتين ويجوز بعد الخطبة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.