2012-01-08 • فتوى رقم 54809
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نكتب اليوم إليكم داعين الله عز وجل أن يلهمكم الصواب في الإجابة على تساؤلنا وهو حكم إقامة الجماعة لصلاة الجمعة في مكان يبعد 950 متر (تحديدا) عن المسجد لظروف البرد الشديد والثلج وذلك في دولة كندا؟ وبهذا الصدد نود أن نطرح عليكم ملابسات التساؤل لكي توضع أمامكم الحقائق كاملة وهي:
نحن مجموعة من العاملين المسلمين ضمن مجموعة ( تضم مسلمين ومسيحيين، رجالا ونساء) تعمل لدى إحدى البعثات التعليمية العربية في دولة كندا ويتجاوز عدد الرجال المسلمين ما يقرب الثلاثين. ويوجد مسجد كبير يبعد عن محل العمل مسافة 950 مترا تحديداً بناء على الخريطة، والجميع والحمد لله يؤدي صلاة الجمعة بالمسجد سواء كانوا رؤساء أو مرؤوسين.
في فصل الشتاء وتحديدا منذ منتصف ديسمبر وحتى منتصف مارس تهبط درجات الحرارة بشدة إلى ما يقرب من 20 درجة مئوية تحت الصفر وبالإضافة إلى سرعة الرياح فإن درجة الحرارة قد تقارب 29-30 درجة مئوية تحت الصفر في بعض الأحيان بالإضافة إلى العواصف الثلجية. وبعض العاملين يستطيعون استخدام سيارة للوصول للمسجد ويحاولون قدر جهدهم مساعدة الآخرين في حين لا يستطيع الآخرون استخدام السيارة إما لعدم تملكهم سيارة أو لصعوبة وجود محل بموقف السيارات الخاص بالمسجد. وعليه اقترح بعض الزملاء إقامة صلاة الجمعة (لهذه الفترة من العام فقط) داخل مقر العمل لوجود المشقة على المصلين في حين خشي البعض أن يكون في هذا الأمر تفرقة لأمر الأمة وبهذا الصدد رفعنا التساؤل:
1-ما هو حكم انعقاد صلاة الجمعة شريطة توافر أركان الانعقاد ( في هذا التوقيت من العام فقط) في مكان عملنا للأسباب التي أسلفنا ذكرها؟
2-ما هو حكم الانعقاد إذا قرر بعض العاملين الذهاب للمسجد فيما لم يستطع الآخرون للأسباب السالف ذكرها؟
هداكم الله وإيانا لما فيه الخير.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا مانع من ذلك إذا توفرت شروط الانعقاد، وأسأل الله لكم القبول، ولو صليتم الظهر بدل الجمعة في هذه الأحوال جاز.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.