2011-10-22 • فتوى رقم 53063
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع الفتوى: قتل الخطأ
أنا طبيب أخصائي في التخدير والإنعاش وحدثت معي القصة قبل حوالي 5 سنوات عندما كنت لا أزال طبيبا مقيما للاختصاص في السنة الأولى (في نهاية الأولى) وهي أنه جاءني مريض لإجراء عمل جراحي لاستئصال الزائدة الدودية، وفي هذه الفترة كنت ما أزال حديث عهد بالاختصاص وخبرتي قليلة ولكن ظروف المشفى وقلة عددنا كانوا يتركوننا نباشر التخدير وحدنا، في ذلك الوقت وبعد أن بدأت التخدير وحاولت كل جهدي لأعمل كل شيء على أصوله ولكن كان يراودني شك أن هناك شيئا غير طبيعي ولم أقدر على تحديده لأن نوعية أجهزة المراقبة كانت سيئة ولم يكن عندي الخبرة الكافية بالمراقبة من خلال لون المريض، والذي حدث أنه بعد مضي حوالي 30 دقيقة ونتيجة لتطور اضطراب في عمل القلب هنا أدركت أن حدثا كبيرا قد صار وبدأت بالإنعاش القلبي الرئوي لأكتشف وقتها أن صماما في جهاز التخدير قد تم تحويله بالاتجاه المعاكس (في الاتجاه المعين يتم تزويد المريض بالأكسجين والأدوية التخديرية ولكن أحيانا يتم وضعه بالاتجاه المعاكس عند حالات معين من المرضى ليتم تزويده بالأكسجين من خارج الجهاز ) ولكن لسوء حظي وحظ المريض كان هذا المريض من المرضى الذين يجب وضع الصمام لديهم بالاتجاه المعين وليس المعاكس وتم تزويد المريض بالأكسجين أثناء الإنعاش ولكنه كان قد تعرض لفترة كافية من نقص الأكسجة بحيث يتأذى الدماغ لديه، ولكنه لم يمت حيث تم وضعه على جهاز تنفس اصطناعي في العناية المشددة وأمضى فيها حوالي 10 أيام وتوفي بعدها ( بأسباب متعددة منها الإنتانات)
الفكرة أنني في وقتها كنت خائفا بشدة ولم أعرف ماذا أعمل وسكتّ عما حدث وتم إنهاء الموضوع من قبل مدير المستشفى ورئيس القسم على أنه اختلاط طبي وارد الحدوث ولم يكبر الموضوع وانتهى
بالنسبة لي: أنا أصوم حاليا الشهرين المتواصلين ولكنني غير مرتاح وأخاف كثيرا وأفكر بالموضوع ليل نهار وخصوصا من أجل موضوع الدية مع ملاحظة أن الطبيب المسؤول عني في وقتها كان بعيدا عندي وهو من تركني وحدي، فهل تقع الدية علي وحدي أم يجب أن تكون مناصفة بيننا مع العلم أن هذا الطبيب أيضا لا أعرف أين هو حاليا؟
إذ إن البحث عن الأهل الآن صعب جدا ولكن في حال أني وجدت الأهل ماذا سأقول لهم وأخاف من فكرة أن ينتقموا مني ويقتلونني.
أنا محتار ولا أعرف ماذا أفعل أنيروني بنور الله وشكرا لكم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فليس عليك الآن سوى الكفارة، وهي صيام ستين يوما متتابعة، أما الدية فهي على أسرتك وليست عليك، هذا إذا طالب ورثة المتوفى بها، وإلا فلا شيء عليكم.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.