2006-05-12 • فتوى رقم 5211
أخبرنا القرأن أن كل من علم بالرسول علية الصلاة والسلام ولم يؤمن به فهو كافر، وبالتالى فمسيحيي العصر الحالى يكونون كفارا ولا دين لهم، فكيف نتزوج منهم أى أنهم يكونوا بلا دين بعد كتابهم الإنجيل بأيديهم، والمفروض أن المسلم يتزوج الكتابية فكيف يتحقق شرط الكتابية ولا يوجد كتاب أصلآ بعد التحريف؟
[email protected]
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأهل الكتاب هم اليهود (وكتابهم التوراة الذي أنزل على سيدنا موسى عليه السلام)، والنصارى (وكتابهم الإنجيل الذي أنزل على سيدنا عيسى عليه السلام).
فاليهود والنصارى أهل كتاب وكفرة في الوقت ذاته، ولا تنافي بين الأمرين، فقد وصفهم الله تعالى بالكفر في الكتاب الكريم فقال تعالى: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (المائدة:73)، ولكن ميز أهل الكتاب عن باقي الكفرة بأمرين: الأول الزواج من نسائهم، والثاني الأكل من ذبائحهم.
فزواج المسلم بالمرأة من أهل الكتاب (اليهود والنصارى) جائز على ما يعتقدون من عقيدة فاسدة، لقوله تعالى: (الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالأِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (المائدة:5)، وقوله تعالى: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) (التوبة:30).
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.