2011-07-11 • فتوى رقم 50599
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الكريم جزاك الله خيرا
إن لي زوجه طيبة وصالحة ولكن أهل زوجتي لا يحترمونني ولا يكنّون لي أي تقدير خاصة والدها حتى أنهم يتدخلون في شؤون حياتنا وخاصة فيما يتعلق في ذهابها لعندهم يتصلون بها ويطلبون منها أن تأتيهم حتى أنهم يطلبون منها أن تبيت عندهم وتتركني، ومع ذلك كنت أسمح لها بالمبيت حتى وصلت زوجتي إلى مرحلة ترضي فيها أهلها على حسابي
بأن ترضيهم وتغضبني، وكنت والله أتحمل كثيرا من أهلها عدم الاحترام وعدم التقدير ولا أنطق بكلمة ولكن كنت دوما أشكو لزوجتي لماذا هم يفعلون بي هكذا فكانت تحاول التبرير لهم ...
وبالرغم من كل هذا كنت أحرص دوما على أن أجعلها تصلهم، وفي يوم من الأيام حملت زوجتي ثم أنجبت لي -والحمد الله- ولدا فبدأت من هنا المشاكل تزيد وتكبر، وخاصة عندما طلبت من زوجتي أن تقضي فترة ما بعد الولادة مابين بيت أهلها وبين بيت أهلي حتى يتسنى لهم أن يفرحوا بأول حفيد ولد لهم وحتى أُرضي الطرفين ولكن ذلك لم يعجب أهلها، وأنا أصرّيت على موقفي وقضت زوجتي عند أهلها تسعة أيام ثم طلبت منها أن تذهب لتقضي مثلها عند أمي وذهبت زوجتي لتقضي عند أهلي مثل ما قضت عند أهلها ولكن ذلك لم يعجب والدتها فبعد يومين بدأت بالطلب منها بالعودة إليها وكانت زوجتي تقول لها: زوجي يرفض، ولكن هي كانت تصر عليها حتى لو كان ذلك رغم أنفي ويشهد الله أن زوجتي كانت تطيعني دوما ولكن للأسف بمجرد التحدث لوالدها كانت تنسى كلامي وتحاول إرضاء والدتها، المهم من هذا أني رفضت فما كان من والدها ووالدتها إلا أنهم غضبوا مني فأصبح والدها لا يكلمني حتى أنه قابلني بعد ذلك وسلم علي بجفاء، وفي نفس اليوم كنت أقف في الطريق وهو كان قادما منه فلما رآني أدار وجهه عني ومشى عكس الطريق ...
بعد كل هذا الذي يحدث منهم ومع ذلك كنت أسمح لابنتهم بالذهاب لهم ومكالمتهم ولكن للأسف لا أجد منهم أي تقدير لذلك ولا احترام وكانوا دوما يحاولون إرغام زوجتي على أن تعامل أهلي معاملة سيئة ولكن زوجتي كانت تقول لهم لا أستطيع فإن أهل زوجي يحبونني ويحترمونني فما يكون منهم إلا أن يقوموا بمعاملة أمي بطريقة سيئة.
وذات يوم حدثت عندهم مناسبة ولم يدعوا أمي إليها ولكن أمي ذهبت لتجاملهم في فرحهم وقالت لي سوف أذهب حتى إن كنت غير مدعوة فهؤلاء أصهارنا ولكن ما كان منهم إلا أن قاموا بإيذاء أمي بكلام سيئ وأن رفعت والدة زوجتي صوتها على أمي واتهمت أمي بأنها هي من أجبرتني على أن تقضي زوجتي ما بعد الولادة في بيت أهلي وأن أمي هي من منع زوجتي من قضاء بقية أيام النفاس عندهم، وكل ذلك كان بصوت مرتفع وحاد حتى خرجت أمي من عندهم مطرودة أي طرودها بأفعالهم.
فما كان مني بعد أن علمت ما فعلوه أهل زوجتي إلا أن حلفت عليها إن كلمتهم أو خاطبتهم هاتفيا سواء أمها أو أبوها أو أختها فهي طالق
ويعلم الله بأني كنت أنوي بهذا اليمين أن لا تكلمهم لفترة معينة حتى يتأدبوا وأن يكفوا بالتدخل فيما لا يعنيهم على أن تعاود مكالمتهم بعد أن أذن لها فما كان من زوجتي إلا أنها أطاعتني.
فهل يا شيخنا الكريم عندما أسمح لها مرة أخرى بمعاودة مكالمتهم يقع الطلاق؟ وهل علي كفارة؟
وهل علي ذنب إن منعت زوجتي عن أهلها لأنهم كثيرا ما يسببون المشاكل لنا؟
ومَن أحق بالرضا؟ هل على زوجتي فعل ما يرضي والديها أم ما يرضيني؟
وهل يحق لي منع زوجتي من أي أحد حتى لو كانوا أهلها أم لا؟
ولكم كل الشكر والتقدير والاحترام.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فهذا طلاق معلق على شرط، وهو (كلام أهلها)، فإذا فعلت ذلك فقد طلقت منط طلقة واحدة في المذاهب الأربعة، وقال بعض الفقهاء: إن نوى به الزوج الطلاق فهو طلاق، وإن نوى به المنع (منعها من كلامهم) فقط دون الطلاق فهو يمين وليس طلاقاً، ويجب للحنث فيه كفارة يمين، ولا تطلق الزوجة به، وبهذا القول تفتي بعض لجان الفتوى وبعض المحاكم الشرعية، والراجح عندي قول المذاهب الأربعة، لقوة دليله في نظري، ولا يمكن الرجوع عن لفظ الطلاق بعد التلفظ به.
وعلى الزوج أن لا يمنع زوجته من زيارة أهلها بين الفينة والأخرى، بحسب العرف بحيث لا تعد معها قاطعة رحم لهم، وعلى الزوجة أن تستجيب له في ذلك.
ولأهل الزوجة أن يزوروا ابنتهم في بيتها إن أذن الزوج بذلك.
على أنه لا يجوز للزوجة أن تخرج من بيت زوجها إلا بإذنه لغير ضرورة أو حاجة ماسة.
فعليك أن تنصح زوجتك بأن تكون مطيعة لك أولا، ولك أنت أن تجعل علاقتك بأهل زوجتك رسمية وقليلة في حدودها الدنيا، ولو بالسلام فقط إذا التقيت بهم، ولا داعي لما هو أكثر من ذلك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.