2010-07-22 • فتوى رقم 44809
زوجة سبَّتْ زوجَها بلفظ (كلب) وذلك ظنا منها أنه يتحدث مع سيدات عاهرات على الإنترنت، وهذا لم يحدث ولكن هي تظن دائما السوء بالرغم من أن الزوج كان يعمل في دول عربية فيها نسبة جمال عالية وكان يخشى الله تماما، فما يكون ردّ فعله على سبته أمام أبنائه الكبار بلفظ (كلب)؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فيجب وعظ هذه المرأة وزجرها عن ذلك، فلا يحل للرجل أن يشتم زوجته، ولا للمرأة أن تشتم زوجها. وعلى الزوجة أن تحترمه ولا ترفع صوتها عليه، لأنها مأمورة بطاعته واحترامه لما له عليها من الحق، ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها)) رواه الترمذي.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي النساء خير؟ قال:(التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ولا مالها بما يكره). أخرجه النسائي.
إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة التي تحث المرأة على طاعة زوجها واحترامها له.
فيجب على هذه المرأة أن تتقي الله تعالى، وتقوم بحق ربها، ثم بحق زوجها.
كما ينبغي للزوج أن يحترمها، وألا يسرع في مقابلة إساءتها بإساءة أخرى مثلها،
وأن يستعمل ما أرشده إليه رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم في قوله:(استوصوا بالنساء خيراً، فإنهن خلقن من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء) متفق عليه.
وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي). أخرجه الترمذي.
ولا يحتقرها أو يشتمها فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(بحسب امريءٍ مسلمٍ من الشر أن يحقر أخاه المسلم) رواه الترمذي.
وقال صلى الله عليه وسلم: (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر) متفق عليه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.