2010-06-01 • فتوى رقم 44214
بعد السلام عليكم
دخلت في أمر مضاربة برأس المال مع أحد أصدقائي وهو بالمجهود، واتقفنا على كل امور المضاربة الإسلامية، ولكن ما إن أعطيته المال ليعمل به إلا وظهرت منه علامات غادرة، وهي أنه كان يرد على تليفوناتي بسرعة وأحياناً يتصل بي لأجلب له المال، ثم انعكس الأمر تماماً وأصبحت لا أستطيع أن أجده ولا يرد على تليفوناتي وذلك من ثاني شهر في العمل، وكنت كاتبا معه ورقة تفيد بهذه المضاربة، ومع إحساسي ببداية غدر بالمال استطعت بتوفيق الله أن أجلس معه ذات مرة وطلبت منه إيصالات أمانة بالمبلغ حتى إذا غدر بي ولن أستطيع إثبات حقي استطعت أن أقدم الإيصالات للقضاء للحصول على مالي، وبالفعل ظل على حال التهرب مني ما يقرب من ستة أشهر، ثم ابتدع لي أنه قد اشترى بالمال بضاعة وأعطاها لتاجر لا يعلم اسمه، وليس لديه ما يفيد حقه لدى هذا التاجر، واتضح لي أيضاً أنه أضاعها في غير ذلك، إني علمت من المحامي الذي رفع لي قضية لاسترداد مالي أنه يوجد بالمحكمة قضايا إيصالات مرفوعة ضده من أناس آخرون لأخذ مال منهم، وقد ظللت في ضيقة حوالي سنة ونصف بسبب ما أضاعه من مال، وتكبدت مصاريف محاماة وغيره إلى أن حصلت بفضل الله على 10000 جنيه من إجمالي 12000
وباقي 2000 جنيه من الباقي، وأنا في انتظار آخر جزء منه، ولا تطيب نفسى لتركه له، وذلك لأني خسرت جزءاً كبيراً من مالي وقد سامحت فيه، أما ما أعطيته له فأنا أريده.
سؤالي لحضراتكم: ما تم شرحه، هل تجدون فيما حدث أي شيء به خطأ يخصني؟
وسؤال آخر: هل عدم ترك ما تبقى من مال ولا تطيب لي نفسي لتركه به شيء، وخصوصاً أني لا أملك إلا وظيفتي، وأعول والدتي بجانب زوجتي وابنتين، وقد علمت من أناس مقربون أن أم صديقي تدعو علي بسبب أخذ مالي، مع أنهم يعلمون كل العلم أنه المخطئ؟
كما أنه حاولت مراراً وتكراراً الحل الودي مع والد صديقي في خلال السنة ونصف، وقال لي في آخر كلامه: افعل معه ما تريد (بالمصرى عندنا: اخبط دماغك في الحائط).
وجزاكم الله عنا خير الجزاء.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فيد المضارب على رأس مال المضاربة يد أمانةٍ, وعليه إذا تلف المال أو هلك بتّعد ّمنه أو تّفريط فإنه يضمنه، وإلا فهو غير ضامن.
وإذا ضمن المضارب فلك الحق في استرداد المبلغ الذي فرط فيه كاملاً غير منقوص، فإن تنازلت عن جزء منه فهو تبرع منك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.