2006-03-28 • فتوى رقم 4289
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إني أعيش في دولة أجنبية، والحمد لله تزوجت منذ فترة من فتاة من بلدي، وانتقلت للعيش معي، وكان لزوجتي صديقة تتواصل معها على الإنترنت، وكانت زوجتي تخبرني عما يدور بينهما من أحاديث في بعض الأحيان، وقد أخبرتني ذات مرة عن بعض الأمور الخاصة التي تحدث بين صديقتها وزوجها، فأنكرت عليها ذلك وتبرأت مما فعلت أمام الله تعالى، وأخبرتها بذلك وأن الإسلام قد حرم ذلك علينا، وأكدت لي زوجتي أنها لم تفشِ أمورنا الخاصة لصديقتها، وأرجو من الله أن تكون صادقة. وكانت هذه الصديقة كثيرة الشك بزوجها فحذرت زوجتي منها، إلا أن زوجتي أبقت على صداقتها، ثم حدث أن أصبحت زوجتي تشك بي فغضبت منها وطالبتها بقطع علاقتها مع صديقتها، ولم أحلف عليها في ذلك الوقت، وكنت على يقين بأن زوجتي ما تزال تتواصل معها وكنت متهاوناً حيث إننا في غربة واعتقدت أن ذلك قد يسري عن زوجتي، إلا أن الشك بدأ يتزايد عند زوجتي حتى أصبحت ترى أحلاما ًفي منامها أني أخونها مع بعض قريباتي والعياذ بالله، فاشتد غضبي وقلت لزوجتي أنها طالق إن عادت وتحدثت مع هذه الصديقة، وقد أرسلت صديقتها بريداً إلكترونياً تستفسر عن انقطاع زوجتي عنها، فطلبت من زوجتي بأن تجيبها بأنها لن تستطيع أن تبقي علاقتها معها.
ثم سافرت زوجتي لبلدنا كي تضع مولودنا الأول، وحدث مؤخراً أن كانت لوحدها في منزل أهلها ورن الهاتف وعندما أجابت الاتصال كانت صديقتها على الطرف الآخر، فأكملت زوجتي المكالمة ولم تنهِها فوراً غير ناسية اليمين والله أعلم، حيث إنها أخبرتني على الفور بما حصل، فلي بعض الأسئلة.
أفيدونا جزاكم الله خيراً.
ونرجو السرعة حيث إن المفترض أن تعود زوجتي قريباً.
1- هل حصل طلاق عند إرسال البريد الإلكتروني مع العلم أنه بإذني وكان لإعلام الصديقة بعدم الاتصال؟
2- هل حصل طلاق عندما أجابت زوجتي على الهاتف؟ إن لم يحصل فهل حصل عندما لم تنهِ الاتصال فور علمها بالمتصل؟
3- إن وقع طلاق في أي من الحالتين السابقتين فهل هو طلاق بائن أم رجعي؟
4- أرجو العلم بأن زوجتي الآن في أواخر حال نفاس، فإن وقع طلاق في الحالة الثانية هل هو طلاق سني أم بدعي؟
قد أُجابُ أن هذا يتوقف على نيتي عند التلفظ بالطلاق, لكني صدقاً لا أستطيع أن أحدد أكنت قاصداً الطلاق أم التهديد حيث كنت في حالة غضب وكان تركيزي فقط في منع زوجتي عن صديقتها.
كما أود التنبيه أيضاً إلى أنه لم يكن في مقصودي الاتصال الذي لا تستطيع زوجتي تجنبه وإنما كان فقط محصوراً في الاتصال المتعمد.
آسف حيث إن الأسئلة مترابطة ولا أستطيع فصل كل منها عن الآخر.
أرجو أن يكون الرد على بريدي الإلكتروني للسرعة في العلم وجزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالطلاق ينظر فيه للفظ لا للنية ما دام اللفظ صريحا، وهو كذلك في طلاقك حيث أنك أطلقت المنع ولم تقل باللفظ (إلا بإذني) أو رضاي، ولذلك أرى أن الطلاق وقع منك على زوجتك بما تقدم، وأنه طلاق رجعي إذا كان الأول أو الثاني في حياتك الزوجية، فإذا راجعتها في العدة رجعت إليك بغير عقد، ولو مضت العدة قبل المراجعة اتقلب إلى بائن بينونة صغرى، فلا ترجع إليك بعده إلا بعقد جديد، والعدة تنقضي بالولادة إذا كانت حاملا عند وقوع الطلاق، فإذا ولدت قبله فالعدة ثلاث حيضات، والمراجعة تكون بقولك لها (راجعتك) أو بجماعها، وإذا كان الطلاق في أثناء الحمل فهو سني، وإذا كان أثناء الحيض فهو بدعي، وإذا كان أثناء الطهر الذي لم تجامعها فيه فهو سني.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.