2010-01-19 • فتوى رقم 42179
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم علي تواصلكم معنا، والرد علي الأسئلة.
جزاكم الله كل خير، ونفع بعلمكم كل المسلمين.
أما بعد:
هل يجوز للزوجة أن تصلي مع زوجها ليلة الزفاف ركعتي السنة بالمكياج، مع أن الزوجة علي وضوء قبل وضع المكياج، وهل ركعتي السنة جهراً أم سراً؟
وأريد أيضاً آداب ليلة الدخلة كاملة علي سنة النبي محمد صلي الله عليه وسلم، وبإجماع كلام العلماء.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فللمرأة أن تصلي مع المكياج بعد أن تكون قد توضأت قبله، إن صنع ذلك من مواد طاهرة.
لكن إذا وضعت المكياج ثم انتقض وضوؤها فإن كان هذا المكياج لا يحول دون وصول الماء عند الوضوء إلى البشرة، وكان من مواد طاهرة، فلا مانع بالوضوء مع وجوده.
وأما إن كان مانعاً من وصول الماء إلى البشرة، فالواجب إزالته قبل الوضوء ليصح، وكذا إذا كان نجساً لا تصح الصلاة حتى يزال ويطهر محله.
ثم إني أنصح العريس في ليلة دخلته على عروسه أن يبدأ بصلاة ركعتين إماماً بعروسه، وله أن يجهر بالقراءة، وأرجو لهما البركة، ويسن أن يدعو بما ورد من الأدعية:
فيأخذ بناصيتها ويقول: "اللهم أني أسألك خيرها وخير ما جبلت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلت عليه" رواه مسلم.
و"إن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، فإنه يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً". متفق عليه.
وإليك ما سنَّه رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الجماع:
-إخلاص النية لله عز وجل في هذا الأمر، وأن ينوي بفعله حفظ نفسه وأهله عن الحرام، وتكثير نسل الأمة الإسلامية، ليرتفع شأنها.
2- أن يقدِّم بين يدي الجماع الملاطفة والمداعبة والملاعبة والتقبيل، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يلاعب أهله ويقبلها.
3 - أن يقول حين يأتي أهله (بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (فإن قضى الله بينهما ولدا، لم يضره الشيطان أبداً) رواه البخاري.
4 - إذا جامع الرجل أهله ثم أراد أن يعود إليها فليتوضأ على سبيل السنية لا الوجوب، لقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا أتى أحدكم أهله ثم أراد أن يعود فليتوضأ بينهما وضوءاً، فإنه أنشط في العَوْد) رواه مسلم
5- يحرم على كل من الزوجين أن ينشر الأسرار المتعلقة بما يجري بينهما من أمور المعاشرة الزوجية، بل هو من شر الأمور، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن من شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها) رواه مسلم.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.