2010-01-17 • فتوى رقم 42158
السلام عليكم
إذا أخطأ الطبيب في تشخيص المرض لا عن إهمال وإنما عن نقص خبرة في حال كان في فترة التدريب، أو قلة توفيق أحيانا وتوفي المريض. هل يعتبر هذا قتلا خطأ، وهل تجب فيه الكفارة وصيام شهرين متتابعين؟
وقد قيل لي من قبل طبيب متفقه أن الذي يعتبر قتلا خطأ هو فقط إذا أعطى الطبيب للمريض إبرة وتوفي منها المريض، فهل هذا صحيح؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإذا تأكد أن الموت كان بسبب خطئه، وكان ذلك لا يحصل عادة من أمثاله، فهو قتل خطأ عند بعض الفقهاء، وفيه الدية على عشيرته وليس عليه، وعليه جزء منها بسيط كأي فرد من أفراد أسرته أو عشيرته، وتدفع الدية لورثة الميت إذا طالبوا بها، ومقدارها يساوي قيمة (4،25) كغ من الذهب الخالص، وعليه الكفارة، وهي صيام شهرين متتابعين (من الأشهر الهجرية)، أو ستين يوما متتابعة مطلقاً، ويمكن أن يصومها في الشتاء البارد الذي يقصر نهاره على قدر إمكانه، ولا بديل للصوم عند أكثر الفقهاء، وقال الشافعية بجواز دفع بدل يساوي إطعام ستين مسكينا عند العجز عن الصوم، وإطعام المسكين يساوي قيمة 25 كغ من القمح تدفع لستين فقيراً، أما إن لم يتأكد أن الموت كان بسببه، أو كان ذلك يحصل من أمثاله بحسب العادة، فلا دية عليه إن شاء الله ولا كفارة، لكن عليه أن يتوب ويستغفر ويكون حريصاً على تجنب الأخطاء في المستقبل.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.