2009-12-29 • فتوى رقم 41797
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
لقد توفيت والدتي رحمها الله وكانت قد أوصت قبل وفاتها بأن البيت الذي تسكنه هي ورثة للبنات الثلاث مقابل أرض كبيرة للذكور.
ولكن بعد وفاتها قرر الإخوة بيع البيت وأخذ حصتهم من هذا المنزل .
وتم بيعه بعد أن شاوروا الأخت الصغرى المقيمة معهم في نفس الدولة على اعتبار أن الأختين الاثنتين في غير دولة، ولم يعودا للوطن منذ 30 سنة فلم تتم مشاورتهما .
وأقنعوا الصغرى بشرائه بدلا من بيعه للغريب.
فاشترته وتوزعت الحصص بالتساوي 4 أخوة و3 بنات . ورضي الجميع بالقسمة ما عدا الأخت الكبرى رفضت تسلم المبلغ.
بعد مدة عاد الإخوة لرشدهم وأعادوا المبلغ للبنات تنفيذا لوصية الوالدة، المهم توزع المبلغ على البنات الثلاث لكن الكبرى استمرت في رفضها فقررت الصغرى بأن تسجل لها ثلث المنزل .
مع العلم بأن الأخت الصغرى المالكة للمنزل قامت ببعض التصليحات والتحسينات وأسكنت ولدها فيه.
بعد مرور 5 سنوات على ذلك جاءت الأخت الوسطى تقول بأنها غير مسامحة، وأن البيع تم دون استشارتها مع العلم أنها أخذت حصتها من قيمة المنزل منذ ذلك الوقت؟
ماذا أفعل أفتوني جزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا تصح الوصية لوارث أصلا إلا أن يجيزها الورثة، فإذا أجازوا الوصية بعد وفاة الموصي وكانوا عاقلين راشدين مختارين جازت مهما بلغت، ونفذت، وإلا فلا، وعليه فإن لم تعط الأم بناتها المنزل في حياتها فهو لكل ورثتها بعد موتها كل بحسب نصيبه، ولا مانع من أن يتنازل أحد منهم عن حصته لآخر برضاه (إن كان بالغا عاقلا)... وكذلك الحكم بالنسبة للأرض التي جعلت للذكور.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.