2009-11-18 • فتوى رقم 40943
بسم الله الرحمن الرحيم
لا أعلم من أين أبدأ أو كيف؟ ضميري يؤنبني ولا أعلم ماذا أفعل؟ خوفي كبير من عذاب الله بدأت قصتي عندما كنت في بداية طفولتي عندما كنت في الروضة أو أكبر قليلا، وعندما بدأ أحد من أقاربي بالتحرش بي، وهذا الشخص يعتبر من المحارم، وأنا طاوعته في رغبته، ولم أكن أعلم أن هذا من كبائر الذنوب، فقد كنت طفلة وقد كان أخوه يفعل ذات الأمر معي، وعندما بدأت أرفض أن أشاركهم في رغبتهم بإرتكاب الفاحشة، وأنا ما زلت صغيرة لم أبلغ بعد، كان واحد منهم يغصبني، وإذا لم أذهب معه يضربني أو يستفزني عندما كان يضربني لم يضربني ضربا مبرحا بل ضربا عاديا أعني يشدني أو يرميني بالوسادة.
المهم ومن تأثير هذا علي بدأت أرتكب الشذوذ مع أختهم، وبعد أن بلغت كنت أرفض أن أذهب مع الأخ الذي ذكرته سابقا، ولكنه كان يشدني ويسحبني إلى الغرفة ويغصبني، وكنت أخاف أن أصرخ فكنت أسلم نفسي، ولكن بعد محاولة للفرار ولكنني قد مارست معهم الفاحشة بعد البلوغ مرتين أو أكثر برغبتي، ولكنني لم أكن أعلم أنها من كبائر الذنوب، وكان ضميري يؤنبني مع ذلك، وبعد ذلك لم يقربوني أبدا، ومارست العادة السرية وكنت أشاهد المواقع الإباحية.
والآن فقد تبت توبه نصوحا والحمد الله أحافظ على صلاتي والأذكار، ولكن مازال ضميري يؤنبني واحتقرت نفسي، أحس أنني لست طاهرة، مع العلم أنني مازلت عذراء، مازلت عذراء، كان فعلي معهم سطحيا إن كنت تفهم ما أقصد.
ولكن لا أعلم ماذا أفعل كي يغفر الله ذنبي؟ أحس أنني حقيرة زانية.
أريد أن أعرف منك إن كنت سأحاسب على فعلي قبل البلوغ وبعده، وماذا أفعل كي أصحح خطئي، لقد تبت توبة صالحة لن أعود أبدا للخطيئة بعون الله.
أرجوا مساعدتي. وأريد أن أعرف هل يجب أن أجلد 100 جلدة حتى يغفر الله لي.
إن الله قد ستر علي فلماذا أفضح نفسي! أرجوكم ساعدوني ماذا أفعل.
لا أنام الليل، وأنا خائفة من الموت ومن عذاب القبر والآخرة ونار جهنم.
أفكر كثيرا أعلم أن الله رحيم وغفور، ولكن أحس أن الله لن يغفر لي ذنبي.
هل توبتي تكفي؟ هل سأعذب؟
أرجوكم ساعدوني. آسفة على الإطالة.
يا رب أرحم عبادك واعف عنهم... يا رب اعف عني يا رب.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
الزنا من كبائر الذنوب، وعقوبته إذا رفع للقاضي ذكراً كان أو أنثى وثبت الزنا منه بالإقرار أو بشهادة أربعة شهود عدول أن يجلد مئة جلدة إذا كان أعزب، والقتل رجماً بالحجارة إذا كان متزوجاً من سابق، وإذا لم يرفع للقاضي وستره الله تعالى فيكفيه التوبة النصوح، بالندم والعزم على عدم العود والإكثار من الاستغفار والعمل الصالح...
فما فعلت من أكبر المعاصي، وعليك التوبة منه فوراً إلى الله تعالى، وعدم العود إلى مثله أبداً، فالله تعالى نهانا عن ذلك فقال: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً }[الإسراء:32]، وقال أيضا: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ) [الأنعام:151].
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: (إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) [الفرقان:70].
فعليك البعد عن أسباب المعصية، ودعاء الله تعالى أن يسر لك زوجا يعفك، وكثرة التضرع له بذلك، وملئ وقتك بأعمال مفيدة ونافعة تملئ الوقت، مع مراقبة الله عز وجل، والانشغال بطاعته ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، وعليك مجاهدة النفس وعدم الاستسلام لها إن أمرت بما لا يحل، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾ [العنكبوت:69]، وقال أيضًا: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾ [النازعات:40-41]، وعليك بكثرة الصوم لقوله عليه الصلاة والسلام فيما أخرجه البخاري: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) فإن تبت توبة نصوحا تاب الله عليك، فالله غفور رحيم حليم، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، واستري نفسك فلا تخبري بما كان منك أحدا أبدا، أسأل الله لك الغفران.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.