2006-03-05 • فتوى رقم 3695
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أما بعد:
لدي مشكلة كبيرة أرجو من فضيلتكم التكرم ومناصحتي حولها، حيث إنني استخرت الله كثيراً، وقد هديت إلى موقعكم، ولكم الأجر والمثوبة من الله عز وجل.
أما المشكلة فهي أنني تزوجت من زوجة هي الثانية، حيث إنني معدد، واكتشفت بعد الزواج أنها بخراء الفم مما جعلني لا أطيقها، وقد حاولت قبولها وتحملها بعض الوقت لعلي أتقبلها، ولكنني لم أستطع، مما حداني إلى إعادتها لأهلها ولم أطلقها، وفي هذه الأثناء قال لي أهلها بأنها حامل، مما دعاني إلى إعادة حساباتي حول عملية إرجاعها، خصوصاً إنني لم أطلقها، وهي لا زالت راغبة في البقاء معي، وفعلاً أعدتها، وبعد أسبوع تقريباً وقعت في يدي بعض الرسائل الغرامية التي لا أعرف مصدرها، وعند مواجهتها بهذه الرسائل، لم تنكر وقالت إنها رسائل إعجاب من زميلاتها، والحقيقة أنني الآن قد طابت نفسي منها، لأنني أردت أن أعيدها مع ما فيها من عيوب، من أجل الطفل، ولكن حين اكتشفت انحراف سلوكها، فإن بقاءها عندي وإنجاب المزيد من الأطفال هو أكبر خطر علي وعلى سلوك أبنائي، خصوصاً بأنني ولله الحمد رجل محافظ، وزوجتي الأولى محافظة ومتدينة أيضاً.
والسؤال هو يا فضيلة الشيخ: هل المؤخر يعتبر حقاً لها مع ما فيها
من عيوب: البخر، والانحراف ـ العشق بين البنات ـ، وهل تعليقها وعدم تطليقها لفترة طويلة يعتبر ظلماً لها، مع العلم بأنني قلت لأهلها اذهبوا إلى المحكمة كي تفصل بيننا، لأنهم يعتقدون أن المؤخر حق لهم، ولكنهم رفضوا ويقولون نحن لا نذهب للمحاكم، وحسيبك الله..
ماذا أفعل يا صاحب الفضيلة، امرأة هذه صفتها، وأهلها يطالبونني بدفع المؤخر كاملاً، أو قبول المرأة وإعادتها، وهي لا تمانع يعني ابتزاز واستغلال واضح!!.
ماذا أفعل، ولكم الشكر، ومن الله التوفيق.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يعتبر البخر من العيوب التي تثبت الفسخ في النكاح عند كثير منالفقهاء، وأما الفساد في الأخلاق فيمكن إصلاحه إن شاء الله تعالى، إن علمت أن لها زوجاً يعطيها رغباتها وحقوقها، فتعف بذلك بإذن الله تعالى.
ولا يجوز لك تعليقها هاجراً لها من غير طلاق، وإذا طلقتها ولست مجبراً على ذلك، فعليك دفع ما تبقى من المهر لها، سواء المقدم إن لم يكن مقبوضاً، أو المؤخر.
والأفضل لك أن تعاود تهذيبها، وتتحملها وتصبر عليها، ولك الأجر في ذلك إن شاء الله تعالى، فمهما يكن فالله تعالى جعل بين الزوجين مودة ورحمة، وخصوصاً إن ابتغيتما وجه الله عز وجل في تربية أولادكما، وأسأل الله تعالى لكما التوفيق والقبول، وحسن الأعمال والخواتيم.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.