2009-01-22 • فتوى رقم 35722
السلام عليكم
أما بعد: هل لبائع الخمر من توبة؟ وماذا عن المال الذي كسبه من هذا الطريق؟ وكيف يتصرف به؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلبائع الخمر توبة ولا شك، فباب التوبة النصوح مفتوح لكل عاص، وشرطها الندم والتصميم على عدم العود لمثلها، ثم الإكثار من الاستغفار والعمل الصالح، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70]، وعلى التائب من بيع الخمر أن يجتهد في إنفاق الأموال التي اكتسبها بالحرام على الفقراء والمساكين ما أمكنه ذلك، والعزم على فعل ذلك حين التمكن منه إن لم يكن ذلك ممكن له الآن، ثم إذا كان العبد راضياً عن توبته فذلك إشعار بقبولها عند الله تعالى إن شاء الله تعالى.
وعلى التائب أن يكثر الصدقة من ماله هذا حتى يظن أنه أنفق ما كسبه من حرام.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.