2006-02-26 • فتوى رقم 3457
السلام عليكم ورحمة الله
يا شيخنا:
كنت أتحدث إلى زوجتي عبر الهاتف فوسوس لي الشيطان أو وسوست لي نفسي بالفراق، وهذا للأسف يحدث لي أحيانا، وبعدها عند انتهاء الحديث قلت لها: (فى رعاية الله)، وأشهد الله أني ماقصدت وما كانت نيتي من هذه العبارة إلا الخير وعدم إيقاع الأمر على الطلاق . لكن مع الأسف الشديد نفسي تنازعني أو الشيطان يوسوس لي (أنا لا أعرف) و يقول لي: هذا من كنايات الطلاق ويصيبنى هم كبير، ويعلم الله أن نيتي سليمة وبعيدة كل البعد عن إيقاع هذا الأمر. فهل هذا الجملة (فى رعاية الله) من الكنايات فعلا.
آسف على الإطالة لكن أنا للأسف تنتابني الوساوس من فترة فى وضوئى وصلاتى وفى كلامى مع زوجتي، وزاد الأمر الآن فأصبح فى حتى ما أكتب وبعد ذلك أصبح فى ألم وهم وغم كبير، وأقول لنفسي: هل هذا من كنايات الطلاق؟ وأقول في داخلي بعدها والله علي شهيد أنى أريد زوجتي و بيتي وأحب المحافظة عليهم جدا ولا أقصد ولا أريد إيقاع الأمر، ويعلم الله أن نيتي دائما هي المحافظة على بيتى وأسرتي الصغيرة. وأنا يا سيدي أحاول كثيراً أن أبعد عن نفسي هذه الوساوس التى أصبحت تألمني كثيرا، فأرجوا منك يا شيخنا أكرمك الله وأسكنك الفردوس الأعلى ان تفتني فى أمرى وأن ترشدنى إلى ما أفعل، فأنا أتألم كثيرا.
والسلام عليكم ورحمة الله
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فجملة (في رعاية الله) إذا جرى العرف في استعمالها في الطلاق أو نوى قائلها ذلك أو حفت قرائن حال جعلتها لذلك، تكون طلاقا، ولا تكون طلاقا بغير عرف أو نية أو قرينة حال، وعلى ذلك فأرجو أن تطمئن أنه لم يقع منك طلاق إن شاء الله تعالى، وأتمنى لك راحة البال.
وأماعن الوسواس: فهو مرض يصيب كثيراًً من الناس، ولا ينبغي الاستسلام له أو الخوف منه، فأوصيك بالإكثار من الصلاة على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم كلما وجدت فراغا لذلك، ثم الدعاء إلى الله تعالى بالشفاء من ذلك، وهو قريب إن شاء الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.