2008-06-25 • فتوى رقم 30698
لي صديق قام بأداء العمرة بنية أن يغفر الله له ما مضى من ذنوبه الكبيرة، وبعد عودته التزم لفترة ثم بدأ يعود شيئا فشيئا للمعاصي، ولكن ليست الكبائر منها...، فهل ذلك يضيع ثواب عمرته رغم أنه لاقى هناك كل الفضائل من الجلوس كثيرا بالروضة، والتزام باب الملتزم، وتقبيل الحجر الأسود، والعديد من الفضائل التي لم تتاح لأناس كثيرة مثله؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلصديقك هذا أجر عمرته إن أخلص فيها النية، وعليه وزر ذنوبه وآثامه بعد ذلك.
وعليه بمجاهدة النفس، والتذكر الدائم لله تعالى، وأنه مطلع على جميع حركاته وسكناته، لا تخفى عليه خافية، وعليه أن يكثر من الالتجاء إلى الله تعالى، ويعلن له عجزه وضعفه، ويطلب العون والثبات منه، فذلك أنفع علاج لما يعاني منه، وعليه بالبعد عن الأسباب المسببة للمعصية، وعليه أن يتبع كل معصية بتوبة صادقة نصوح، بالاستغفار والندم على المعصية والعزم الأكيد على عدم العود إليها، فبذلك يغفر الله له إن شاء الله تعالى، فإن عاد إلى المعصية فليعد إلى التوبة النصوح من جديد، روى أحمد في المسند عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَذْنَبَ كَانَتْ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فِي قَلْبِهِ، فَإِنْ تَابَ وَنَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ صُقِلَ قَلْبُهُ، وَإِنْ زَادَ زَادَتْ حَتَّى يَعْلُوَ قَلْبَهُ ذَاكَ الرَّيْنُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْقُرْآنِ (كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) ».
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.