2008-02-20 • فتوى رقم 27001
السلام عليكم
سيدي يقال أن الله في كل مكان نرجو منكم التوضيح.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فحدود الزمان والمكان تصدق على المخلوقات لا على الخالق، إذ كيف يحدُّ اللهَ تعالى الزمانُ والمكانُ وهو خالقهما وموجدهما من العدم، وإن لم يستطع الإنسان تصور هذه الحقيقة فذلك لا يبرر له إنكارها، فذهن الإنسان مرآةٌ تنعكس عليه صور الواقع عبر حواسه، وليس لهذه الحقيقة في واقع الإنسان نظير، فلا يمكن لذهنه أن يتصورها، والإنسان الذي خلق أعمى عاجزٌ (مهما حاول) عن تصور الألوان وإدراكها، إذ لا يوجد لها في ذهنه مثال يقيس عليه، وهو مع ذلك لا يملك إلا الإذعان بوجودها.
كل ما يجب عليك أن تعرفه عن وجود الله عز وجل، هو أنه تعالى موجودٌ بصورةٍ لا نستطيع تخيلها، وأنه تعالى لا يحده زمانٌ ولا مكانٌ.
فعلى المسلم أن لا يخوض في هذه الأمور كثيراً خشية أن يفهم الأمور على غير معناها الصحيح، وعليه أن يقف عند حدود ما قال الله تعالى عن نفسه، قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (المجادلة:7)، وقوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ) [الزخرف:84]، وقوله تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) [الحديد: 4].
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.