2008-01-05 • فتوى رقم 25826
السلام عليكم
أنا طبيب وبطريق الخطأ كتبت جرعة دواء زائدة لمريضة عمرها 90 سنة، ولديها أمراض كثيرة ووضعهاالعام سيء، والمريضة توفيت باليوم التالي، وكان رأي الطبيب الاستشاري أنه قد لايكون سبب الوفاة هو هذه الجرعة الزائدة، ولكن يبقى هذا الاحتمال قائما، أنا أشعر بالذنب الشديد والأهل لم يعرفوا بذلك.
أرجوا إفتائي ماذا أفعل في هذه الحالة، وأنا أتعذب كثيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإذا تأكدت أن الموت كان بسبب خطئك، وكان ذلك لا يحصل عادة من أمثالك، فهو قتل خطأ عند بعض الفقهاء، وفيه الدية على عشيرتك وليس عليك، وعليك جزء منها بسيط كأي فرد من أفراد أسرتك أو عشيرتك، وتدفع الدية لورثة الميت إذا طالبوا بها، ومقدارها يساوي قيمة (4,25) كغ من الذهب الخالص، وعليك الكفارة، وهي صيام شهرين متتابعين(من الأشهر الهجرية)، أو ستين يوما متتابعة مطلقا، ويمكن أن تصومها في الشتاء البارد الذي يقصر نهاره على قدر إمكانك، ولا بديل للصوم عند أكثر الفقهاء، وقال الشافعية بجواز دفع بدل يساوي إطعام ستين مسكينا عند العجز عن الصوم، وإطعام المسكين يساوي قيمة 2,5 كغ من القمح تدفع لستين فقيراً، أما إن لم تتأكد أن الموت كان بسببك، أو كان ذلك يحصل من أمثالك بحسب العادة، فلا دية عليك إن شاء الله ولا كفارة، لكن عليك أن تتوب وتستغفر وتكون حريصاً على تجنب الأخطاء في المستقبل.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.